"شولا كوهين"...لؤلؤة إسرائيل في وسط بيروت!
منذ أشهرٍ قليلة، توفّيت أشهر جاسوسة إسرائيليّة، ألا وهي اللبنانية "شولاميت كوهين" ( 98 سنة)، فتمّ إفتتاح شارعاً بإسمها في القدس وقد كُرّمت سابقاً عدة مرات نظراً لجهودها وخدماتها إلى إسرائيل.
منتصف الأربعينات حتى آواخر الخمسينات، نشط وسط بيروت الذي كان يضجّ بالحياة والصخوبة بحركة تجسّسٍ مخيفة.
وعلى رأس هذه الشبكات، كانت إمرأة لبنانية يهودية، تدير العمليّة من داخل منزلها في وسط بيروت حيث جنّدت عشرات الفتيات التي حصلت عليهنّ من القوّادة المشهورة في تلك الفترة والمحميّة سياسياً "ماما عفاف" (إسمها بدر الداهوك).
لم تكن شولا بمفردها، فكان معها موظّفون من وزارتيْ المالية والداخلية، كما أوقعت كبار الضبّاط اللبنانيّين في شركها إذ أغرتهم بالفتيات الصغيرات وحفنة من المال شرط أن يعطوها تعليماتٍ عن تحرّكات الجيش اللبناني وبالتالي تأمين منفذاً لتهريب يهود لبنان من جنوب البلد المتاخم للحدود الفلسطينيّة.
هذا ولم تدخل "شولا" في عالم الإغتيال أو التفجيرات، بل كان هدفها فقط تهريب اليهود وأموالهم إلى إسرئيل وكذلك فعلت مع اليهود السوريّين.
عن طريق الصدفة، إكتشف وزير المالية الراحل رشيد كرامي في منتصف الخمسينات، أنّ طوابع كثيرة إختفت من مكتبه وبعد التحقيقات تمّ الوصول إلى الموظّف محمود عوض الذي إشتغل مع "كوهين".
ومن أجل شبكتها، تمّ تأسيس ما يُعرف اليوم بمخابرات الجيش، كان وقتها مؤلفاً من 5 ضبّاط فقط، راقبوا تحرّكات كوهين ولوحظ أنّها تمتلك خطّيْن لهاتف وهذا أمر كان مستحيلاً في تلك الحقبة.فتمّ وضع أجهزة إرسال تلفزيون بشكلٍ معكوس على سطح عمارتها وبدأ رصد الداخل والخارج والحاصل عندها.
بعد أشهرٍ من مراقبتها (هاتفها ومنزلها)، تمّ التأكد أنّها المرأة الأفعى التي شيّبت الأمن اللبناني، وفي عمليّة توعيةٍ يوم السبت تحديداً، عطلة اليهود، قام اللواء السابق سامي الخطيب (كان ملازم أول) بلعب دور بائع زهور متجوّل، وعبر أغنية "يا ورد مين يشتريك" أعطى إشارةً إلى عناصر الجيش بأنّ كوهين موجودة وحان قطافها من شقّتها.
في هذا الوقت، كانت مداهمات تحصل في بلدة بحمدون وأخرى في منطقة الأشرفية الراقية ببيروت وتمّ القبض على 3 نساء جاسوسات غير يهوديّات ورجليْن يعملون تحت إمرة "شولا".في العام 1959، صدر حكم بإعدامها بعد قتل ذراعها اليمين محمود عواضة بشكلٍ غامض داخل سجنه. سنة 1962، تمّ تبادلها مع أسرى للجيش اللبناني، فسلّمها الصليب الأحمر إلى إسرائيل فيما باقي أفراد شبكتها حصلوا على الإعدام.
إرسال تعليق