في العام ١٩٧٠/١٩٧١ كنت وقتها في الصف الخامس الأبتدائي ، قالت لي أمي رحمها الله: روح جيب حمارة دار أبو فارس مشان تروح تطحن لأنه الطحين اللي في الكوارة قرب يخلص....ذهبت وأستعرت الحمارة وعدت إلى البيت.
حمل لي جدي المرحوم الشيخ
#عبد_الرحمن/ أبو سامي الطحنة "شوال القمح" ووضعها على ظهر الحمارة ، وربطها بالمرس "الحبل" ، وركبني فوق الطحنة وقال لي: بوجهك على الببور "المطحنة" في بلدة # النصارية
عند / #أبو_النوري ، وقول له: بسلم عليك جدي وزبط الطحنة؟؟؟
قلت لجدي: أنا ما بعرف #النصارية ولا بعمري رحت عليها.
قال لي: ما عليك الحمارة هي بتوديك " ترشدك" على الطريق وبتوصلك لباب المطحنة ؛ فأنطلقت من أمام بيتنا باتجاه الشرق وانا #خايف_أضيع وما توصلني الحمارة للمطحنة كما قال لي جدي ، أنطلقت دون أن أقرأ دعاء السفر لأني كنت مش حافظه ولأن سفري هذا جاء فجأة ؛ فعندما وصلت الحمارة إلى بداية بلدة #النصارية تحت دار الحاج طه ، كان هناك خطيطة على اليمين "طريق ضيقة تسلكها الحمير" ؛ فاتجهت الحمارة نحوها وسلكتها صاعدة الطريق من تحت حي أسمه سهل اسميط
تابع لبلدة #النصارية وكأنها تسير حسب #خرائط_جوجل على GPS ، إلى أن وصلت الببور الموجود في بداية بلدة #النصارية ، وكانت هذه اول زيارة لي إلى بلدة النصارية
عندما وصلت المطحنة ، سالت عن أبو النوري وكانت المطحنة مليئة بالزبائن من النساء والرجال ؛ فقالوا لي:
هذاك هو اللي متبشنق بالشماغ الازرق الداكن "اللي لاف رأسه بالشماغ بدون عقال" الواقف على مزراب الببور ؛ فذهبت إليه وقلت له:
معي طحنة وبسلم عليك جدي وبيقول لك: زبطها ؛ فلم يسمعني من صوت وضجيج الببور ؛ فأنحنى قليلا وقال
لي: مش سامعك ، أرفع صوتك؟؟؟
بعدها قال لي: تكرم أنت وجدك....مين جدك؟؟؟
قلت له: الشيخ عبد الرحمن/
أبو سامي
قال: ولا يهمك...تعال خلينا ننزل الطحنة عن الحمارة ، واربط الحمارة برا ، وأستنى شوي حتى ييجي دورك.
جاء دوري ووضع شوال القمح في الحوض ، وبلش يزبط بعيار الطحن ، وهو عبارة عن دولاب من الحديد فوق المزراب يلفه حتى يطلع الطحين ناعم وكويس ، بعد أن أنهى الطحن ، ربط كيس الطحين ووضعه على الحمارة وقال لي أركب فوق الطحنة ، ثم قال لي: سلم على جدك؟؟؟
أنطلقت الحمارة من باب المطحنة وبقيت سالكة في نفس الطريق أو الخطيطة التي جاءت منها إلى أن وصلت باب بيتنا ، وإذا باخواني وأولاد عمي ينتظرونني فرحين لأنني عدت من السفر وصرت زلمة أعرف أسافر لوحدي ؛ فقلت لهم: الفضل للحمارة هي اللي دلتني على الطريق ، وأنا ماشي مثل ما بدها ، وهينا ما زلنا ماشيين !!
.......بس طلعت حمير اليوم مش مثل حمير زمان.
. منقولة
إرسال تعليق