تاريخ بطولي مشرف لمن أعادت بناء بلدها للمرأة الألمانية. الألمانية مثل يحتذى في الوطنية والنضال والتحضر
لا توجد مأساة تشبه المأساة التي حصلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كالتي حصلت للسيدات الألمانيات.
في ابريل 1945 وقبل النهاية الرسمية للحرب بشهور وبعد انتحار هتلر، دخلت قوات من كل شكل ولون ألمانيا لتقسيمها.الأمريكان والفرنساويين والانجليز والسوفييت.الهدف الرئيسي لهؤلاء جميعا قبل أن يتم تقسيم ألمانيا وضمان عدم عودتها كقوة عظمي،كان اهانة شعبها ومرمرغة أنفه العالي في التراب انتقامًا مما فعله هتلر..وأسهل طريقة تكسر بها عين مجموعة من البشر..كرامة نسائهم..
وبالفعل..بدأت حملة بشعة من اغتصاب السيدات والقاصرات الألمانيات من الجميع.
الروس كان لهم النصيب الأكبر..كانوا بيتنافسوا فيما بينهم علي عدد السيدات المغتصبات.كل واحدة تغتصبها زيادة،شرف عسكري علي بدلتك،وتعويض عما جري لأهلك في حصار ستالبنجراد.الجندي السوفيتي اللي كان بيتخلف عن أوامر الاغتصاب رأفة بحال النسوة الغلابة كان يتم تصفيته في مكانه أو اعادته لبلاده ليلقي مصير مجهول من التعذيب والقهر في سجون سيبريا..
واخرة التنافس الجنوني علي تدمير كرامة المراة الألمانية كان اغتصاب مليون ونصف المليون سيدة وطفلة ألمانية في الفترة من ابريل - سبتمبر 1945 في الشوارع والبيوت من قبل جنود الحلفاء.
150 الف سيدة منهن تم قتلها بدم بارد وتُركت جثثهن في الشوارع عفنة تلتهمها كلاب خاوية البطون من أسابيع.
و 70 ألف تم تشويه أجسادهن بالسكاكين وتُركت اصابات بالغة في أجسادهن عشان تفضل جروحهن شاهدة علي ثأر الحلفاء لأنفسهم وعبرة لكل من تسول له نفسه اعادة انتاج النظام النازي أو حتي التفكير به..
تدمير المرأة الألمانية كان حلقة في مسلسل طويل من تدمير ألمانيا.9,5 مليون قتيل مدني في القصف الجوي الانجليزي والأميركي.تدمير 70% من القاعدة الصناعية والعلمية واغتيال ألفي عالم وتهجير 4000 اخرين يعملوا بالسخرة في معامل الغرب.40% من مباني ألمانيا تم تدميرها 18 مليون بيت ومصنع ومؤسسة،و 90% من العاصمة برلين تحولت لأنقاض..المشهد في سبتمبر 1945 كان خراب بكل ما تحويه الكلمة من معني..
فكروا انهم اهانوا ألمانيا لما أهانوا نسائها واستباحوا كرامتهن،وانهم قضوا علي كل امل لاعادة بنائها من جديد.
ولم يدركوا أن نفس السيدات اللواتي راوا امهاتهم واخواتهم وبناتهم يغتصبن ويُذبحن ويأكل العفن اجسادهن، هن اللواتي سيبنين كل ما تهدم من جديد.
قوات الاحتلال مجتمعة أصدرت أمر عسكري في يوليو 1945 بمنع عمل الرجال تحت سن ال 50 وانهم يلزموا بيوتهم،كانوا خايفين منهم ليكون خروجهم في الشوارع بداية مقاومة مسلحة..
لم يكن يسمح لأحد بالعمل غير السيدات.و السيدات كرامتهم متبعترة ونفوسهم مليئة بجروح تحتاج عشرات السنين لتطييبها لأنه من المستحيل إزالتها.. فلا عمل ولا بناء ولا تجاوز لآثار الكارثة..
حصل العكس..سيدات ألمانيا جمعوا نفسهم بمبادرات فردية بهدف واحد فقط..ان ينضفوا ألمانيا من دمار الحرب ويرفعوا الأنقاض.
سياسية في الحزب الاشتراكي في متوسط العمر اسمها لويزا شرودر من الناجيات من القتل بعد الاغتصاب كانت أول واحدة نظمت النشاط في برلين ومن بعده انتقلت الموجة لكل مدن ألمانيا.كانت جنرال المعركة وتولت بنفسها جمع وتوزيع السلاح علي السيدات..فأس يكسروا به الحطام..جاروف حديدي، ومقطف يحطوا فيه الكسر والتراب ويحملوه علي رأسهم لمسافات لتجميعه علي هيئة جبال..
انتشرت 80 الف سيدة ألمانية باسلحة التنظيف في كل رقعة دمار في ألمانيا بداية من سبتمبر 1945.لم يكن جميعا يعرفوا يكسروا ،يتطلب ذلك مجهود بدني خارق انك تكسر خرسانة مسلحة بالنسبة لراجل فواعلي محترف...
نجحوا باجسادهن النحيلة في ظرف 9 شهور في تكسير حطام 18مليون بيت وتحويلها ل 750 الف متر مكعب من التراب،جمعوها علي هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا.والتي لم تكن قادرة او ظروفها الصحية لا تسمح بالتكسير الشاق، كانت تجلب اولادها وتقوم بتقديم الطعام والمشروبات الساخنة للعاملات فكانت هي وجبتهم الوحيدة لشهور..
انتهي رفع الركام وتحطيم الانقاض بعد 9 شهور،و ال 80 الف اللي بدأوا انتهوا ب 60 الف.20 الف امرأة وشابة المانية لقوا حتفهم اما لأنهمولم يستطيعوا ان يتحملوا الشغل الشاق ،او لانهم دفنوا احياء تحت الانقاض.وبعد 4 سنين من انتهاء دورهم تم تكريمهن سنة 1952 ومنحت عائلات المتوفيات تعويضات مالية،و تم تكريم 32 من الرموز والقياديات بارفع الاوسمة ولما وقفت لويزا شرودر لتسرد
مأساتها الشخصية وما حدث لها علي يد الجنود وكيف استطاعت ان تتجاوز اثر الكارثة هي و عشرات الاف من السيدات ويبنوا المانيا مرة اخري..جاوبت ببساطة..هذه دورنا،و هذا بلدنا..لم يكن جائزا ان نقعد في بيوتنا والمانيا مدمرة..
سيدات الأنقاض أو Trümmerfrauen كما يطلق عليهم في المانيا..اغُتصبوا،واغُتصبت بناتهم وجيرانهم ومعارفهم،وقُتل رجالهم،واولادهم وهُدمت بيوتهم..وكل ذلك لم يؤثر بهم
وقاموا بما يعجز عنه اي رجل وقلبوا الطاولة علي رأس كل من اعتقد انه كسرهم، وحطم ارادتهم ،وامتهن كرامتهم ،وحقهم في الامل والحياة،وبنوا المانيا من الصفر..بجاروف ومقشة وفاس..
في كل مكان في المانيا تجد تمثالا يخلد ذكري سيدات الانقاض في برلين، بريمين، دريسدن، فرانكفورت،هامبورج،كولن،كاسل لايبزج..350 تمثال ونصب تذكاري يخلد ذكراهن ودورهن في بناء المانيا من الصفر في وقت كان الرجال فيه محبوسين في بيوتهم..
وأكثر من 400 مكان علي أسماء ضحايا رفع الانقاض ومن ساهمن بدور التوعية وحفز الهمم من السيدات.و بقي لهم ادب يدرس في كل الجامعات الألمانية بعنوان ادب الانقاض يخلد كفاحهن،أغانيهن،مآثرهن،وصمودهن،والاهم بقي لهم مكان محفور في قلب كل الماني وعلامة ثابته في الذاكرة الالمانية..
هؤلاء النساء هم الذين بنو ألمانيا..
Enregistrer un commentaire