#قصّة "عبد" هو في الواقع ولي من اولياء الله الأطهار!؟ #
يقول "..احد التجار
" خرجت إلى سوق العبيد لأشتري لنفسي عبدا يخدمني ، فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه قائلا : من يشتري هذا العبد على عيبه ؟
فقلت له : يا سيدي و ما العيب الذي فى هذا العبد ؟ فقال : سل العبد يخبرك فسألته فقال : عيوبي كثيرة و لا أدري بأيها شهروني .
فرجعت إلى صاحبه وقلت : يرحمك الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟ قال : إنه معتوه العقل ينتابه الصرع من حين إلى حين . فقلت للعبد : أيأتيك هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟ فاسترجع و بكى
وقال : يا سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب سرى فى الأعضاء ، و إذا استولى على الجوارح نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب ، فيحدث فى القلب استغراق
وعلى البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها وجنونا .
قال التاجر : فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين .
فقلت لسيده : كم ثمن هذا الغلام ؟
فقال : ثمنه مائة درهم ،
فقلت له : ولك مني عشرون فوق المائة ، ثم جئت به إلى منزلي ، فكان يصوم النهار ويقوم الليل ، و لا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله و تلاوة كتاب الله .
وذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي و يبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات
: " إلهي .. أغلقت الملوك أبوابها ،
وبابك مفتوح للسائلين . إلهي .. غارت النجوم ، ونامت العيون ، وأنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ، إلهي .. فرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه ، وأنت حبيب المجتهدين،وأنيس المستوحشين، إلهي .. إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجئ،
وإن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي ، إلهي .. إن عذبتني فإني مستحق للعذاب والنقم ، وإن عفوت عني فأنت أهل الجود والكرم ، يا سيدي لك أخلص العارفون ، و بفضلك نجا الصالحون ، وبرحمتك أناب المقصرون ، يا جميل العفو أذقني برد عفوك ، و حلاوة مغفرتك ، إن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك ، وأنت أهل التقوى و أهل المغفرة " .
فلما أصبحت قلت له : يا أخي كيف كان نومك الليلة ؟
فقال : كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار . ثم بكى ،
فقلت له :
اذهب فأنت حر لوجه الله . فلم يفرح بذلك .
وقال : يا سيدي كان لي أجران : أجر العبودية و أجر الخدمة ، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم . فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئاً ،
وقال : إن من تكفل برزقي حي لا يموت ، ثم غاب عني.
فكنت كلما ذكرت كلامه أخذني البكاء، فسألت الله أن يحشرني فى زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه ، و الساعين ليلهم ونهارهم إلى طلب فضله
ورضاه ..
منقولة عن... د طلال حمود
إرسال تعليق