الأمانة الغالية...
حركة فتح 51 عاماً من التضحيات والجهد والعرق والدم بذله آلاف الأعضاء عبر أجيالهم المختلفة.هذه الحركة التي ولدت فكرة في أذهان قادة عمالقة، من أجل إيجاد الإطار الوطني الذي يتسع لكل الوطنين والقومين والاسلامين على مستوى الأمة، ولكل الحالمين بنصرها. لذلك وضعوا لها مبادىء عظيمة وأسسا كبيرة لحمايتها ليست محلاً للخلاف بين المناضلين .
ومسؤولية حماية الحركة أمانة وحمل الأمانة ثقيلة تنوء عن حملها الجبال، ومن وصل الى مرتبة القيادة ابتلي ، ومن ابتلي بالمسؤولية عليه أن يملك سعة الصدر وقدراً من الحلم والصبر، وأن يضرب مثلاً في العلاقات الأخوية مع ابناء "فتح" من أجل الحصول على المصداقية مع ابناء شعبة والفصائل، وعليه أن يتقن الانفتاح واستيعاب الاختلاف ويتقبل النقد الجريء الذي لا يخالف النظام وينسجم مع الأهداف والاستراتيجية الكبرى والصغرى .والذي يتطلب ثبتت العداله والتجرد في التقويم من الأسباب المهمة التي تجعل الحكم صوابا أو قريبا من الصواب. يؤهله لأستيعاب اخوانه جميعاً بلا استثناء، وأحتظانهم تحت جناح المحبة والانتماء، ليحميهم بكل ما لديه من قوة النظام . لحفظ الجهد ومخزون العمل والإنجاز المتراكم ،الذي يعد ميراثا لكل من أسهم فيه دون نظر إلى اختلاف في رأي أو اجتهاد.
= ومن ابتلي بالمسؤولية لإدارة مجتمع،وتمثيل دولة ، يجب أن يستعد إلى قبول الذي يخالفه في الرأى والفكرة، وأن يهيىء نفسه لكي يكون متين الرأي منصفًا, بعيدا عن الجور والظلم المذموم،متعاونا مع وكل الذين يحملون آراء واجتهادات مختلفة تصل إلى حد الأختلاف أو التباين. لإن الذين تضيق صدورهم بالأفكار التي لا تخرج عن إطار "فتح" ،ولا تناقض المبادىء والاهداف فسوف تكون صدورهم أشد ضيقا، وحرجا ممن يختلف معه في المواقف والاتجاه السياسي والفكر.
لذلك يجب أن ينظر إلى الخلفيات التي تكمن وراء الجرح والنقد، ومن ثم يوزن الجرح أو النقد بما يقتضيه الحال مع التحري والإنصاف, حتى لا يُتَّهم أحد بما ليس فيه، فليس كل جرح مؤثرًا، وليس كل اتهام مقبولاً.
إرسال تعليق