"شيطنة المجتمع"
الشيطنة أسلوب لجأ إليه فرعون حين أعجزه موسى بالحجة فقال "إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم"،
" الشيطنة " محصلة طبيعية بفرض قوالب نمطية تربط الآخر بالشر والتجنح، فتنسب لهم كل فظيعة وتلحق بهم كل نقيصة، وهي حالة يغيب فيها العقل وتتحكم فيها الأهواء والرغبات . وأمر يدل على نقص في التفكير والإتزان العقلي ، باستخدام أساليب التأليب والتشويه وتأجيج " بيئة القولبة " بما يفسح المجال لإزالة الطرف الغير مرغوب فيه وإبعاده عن موقع الفعل .
كثير ما يحدث في المجتمعات والتنظيمات والمؤسسات ويلجأ أطراف ساحة الصراع السياسي والتنظيمي اوالاجتماعي إلى " أستراتيجية الشيطنة " سواء كان في السلطة أو المعارض...
فالشيطنة معادلة مهلكة , ووسيلة تستخدمها قوى الغباء ، وتحاول بها أجهاض مشروع التطوير ... والبناء وتفريغه من محتواه ,باستهداف الاخر وفق موجهات تعمل على نشر الشائعات وفرض القطيعة والعزلة وتصويرالاخرين كشياطين مهوسين يمارسون كافة اشكال الفساد في مقابل الترويج والتعظيم لفرق الموالاة .
- واللجوء إلى الشيطنة كثيرا ما يدحرج المشكلات الصغيرة وتصبح كبيرة ، وتتحول الأزمة إلى صراع على مختلف الصعد من دون هوادة، وحتى من دون مقدمات. لان الشيطنة تنزع الرحمة من القلوب،ولا يشعر المرء بالرأفة تجاه الطرف المستهدف، وهذا يفسر انتشار ظاهرة «الشماتة» بعد كل حادث صغيرأو خطأ عارض او ردة فعل شخصية نمربها، ويمكن قراءة ردود الأفعال ( عبر شبكات التواصل الاجتماعي ) الفرحة جداً، والحزينة جداً، حول الحدث ذاته، ما يعكس درجة التحشيد ضد الآخر على أساس الموقف المسبق من اعتبار الآخر شرا مطلقا. ومن نتائج ذلك خلق انقسام مجتمعي في كل شيء، والمصيبة أن يرى البعض هذا الانقسام لصالحه، والواقع يؤكد أنه لا يستفيد منه أي طرف، سواء كان في جماعة مؤيدة أو رافضة.
* سنحاول ان نسلط الضوء على أساليب الشيطنة كوسيلة لتحقيق اهدافها لنتأمل معا بعض منها :
- بعثرة كل القيم والمبادئ الوطنية وتفكيكها وقلبها رأسا على عقب ،،،
- التشكيك في ذمم ونوايا الاوفياء للثورة والمجتمع ،،،
- نشر وترويج اتهامات متعددة على رأسها الفساد والاخلاق بدون تقديم ادلة واثبات ،،،
- محاولة ترسيخ مفهوم عدم فائدية البرامج والنشاطات والجمعيات التطوعية ،،،
- نشر الشائعات والترويج للمصطلحات الجوفاء " شاطر دبرحالة" ،،،
- نشر ثقافة اليأس والقنوط والدعوة للاستعجال قطف "الثمار" ،،،
- اعادة توجيه المعركة لتصب بين عائلات المجتمع بعضها بالبعض الآخر،،،
- تقمص دور الضحية , مع ما يستلزمه هذا الدور من دفاع مستميت عن طهارة الكف،،
- الإيحاء بأنه ليس هناك كادرات نظيفة في المجتمع والتنظيم ،،،
- حماسة الظهور والصورعلى شبكات التواصل الاجتماعي ،،،
- تبني اسلوب السلطة الفردية وفي اتخاذ القرارات وفرضها كأمر واقع،،
- تفكيك وضرب المنظومة الاجتماعية داخل المخيم ،،
· العقلاء يبحثون عن حلول :
1 - العقلاء ،،، وأظن بهم الظن الحسن ،،ألا يصمتون صمت أهل الكهف...لإن شعور الفرد بالظلم يحوله إلى عدواني وعنيف ، فسلوك شيطنة الأساءة والأقصاء يؤدي بالمتحمسين إلى استبدال خيار التعقل ، وبالتالي سيكون من الصعب على العقلاء التأثيرعليهم بعد ذلك .
لأن الإشكالية ليست سياسية ،، بل هي مع رموز هزيلة الجذور وحديثة الانتماء ،،، يديرها بعض المنتفعين وفق خطة تهدف إلى إيجاد شرخ يمكنهم من قذف وشيطنة الابناء،وتعميم حكاية التجنيح واعطاء الامر لفرقة الدرابيك بالتطبيل والتزمير بهدف تكبير عملية الشيطنة وزيادة حشد البسطاء ضد الاوفياء .........
غازي الكيلاني
إرسال تعليق