مخيم برج الشمالي.. صرخة عتذار بوجه الظلم ؟
الحرية كلمة جميلة لها وقع رائع في النفس وصدى مؤثر في القلب وهي كلمة ذات شفافية خاصة تحمل شحنة من المعاني النبيلة، والحرية ليست مطلقة وإنما لها ضوابط تحفظ لها كيانها الذي تعتز به ومنطقها الذي تتحدث به فتكون رسالة حق ومجال صدق .
الحرية تشمل حرية التفكير وحرية التعبير فإلى أي حدّ تمتد هنا وهناك؟
وهل الحرية لها موازين محددة أم أنها طاقة منفلتة بلا قيد ولا ضابط؟.
مما لا ريب فيه أن حرية التفكير ليس عليها قيد من سلطة أو مجتمع لأن لكل فرد حر ينطلق في تفكيره على سجيته ويتمادى فيه بقدر ما يمنحه خياله من اتساع وما تفيضه أحلامه من مدد، وهي حرية مرتبطة بالفكر على قاعدة: (أنا أفكر فأنا موجود) ، ولا خلاف على ذلك ولا اختلاف فيه.
لكن الخلاف على حدود حرية التعبير، لأن حرية التعبير مشتركة بين الفرد نفسه وأفراد مجتمعه الذين يعيش بينهم على اتساع مجتمع المخيم وامتداده ومن هنا يأتي القيد الاجتماعي والأخلاقية والديني على حرية التعبير بما لا يتجاوز حدود حريته الفردية لتنال من حرية وحقوق الآخرين بالمساس والضرر...
ومعلوم أن للحرية حدودا وإلا صارت فوضى فهي إذا كانت في يد من لا يقدر قيمتها ولا يحافظ على كرامتها تحولت إلى فوضى وإلى أداة هدم تمس الضوابط وتزعزع الثوابت وتفكك الروابط الاجتماعية، وفي هذا اعتداء من فرد او مجموعة باسم حرية التعبير على الحرية العامة لأفراد المجتمع ، وهي معادلة معاكسة للاتجاه الصحيح.
فهذا المنطق من شأن أن يمنح الفرد ام مجموعة بفرض حريتها على سواها من الناس وتملي إرادتها عليهم بالانصياع لرأيهم تحت غطاء حرية التعبير. وهذا مناقض تماما لمبدأ الحرية العامة التي يزعم مثل هذا الفرد او المجموعة أنهم يناضلون في سبيلها وهم يدعون الحق لنفسهم وحدهم في حين يسلبوها لغيرهم. لذلك حرية التعبير ليست مطلقة وإنما لها ضوابط تحفظ لها كيانها الذي تعتز به ومنطقها الذي تتحدث به فتكون رسالة حق ومجال صدق ،
ما هي حرية التعبير الهدامة ؟
نعم حرية التعبير الهدامة تثير الفتن والفوضى وتؤثر سلبا في أمن المخيم واستقراره ، حيث أن أفراد المجتمع بحاجة إلى التفكير قبل التحدث والكتابة وأيضا قبل وقفات التعبير، لأن من أكبر المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا الاعتقاد أن من حق كل شخص التعبير عن رأيه بغض النظر عن تأثير ذلك على مشاعر واملاك الأخرين، ففي بعض الأحيان نجد أن الذين يستخدمون وسيلة التعبير عن رأي اومطلب محق .. يقتربون من حقوق وكرامات الاخرين وبإلحاق الأذى ب ممتلكاتهم ..التي هي حقوق عامة (الحقوق الشخصية) التي يحكمها القانون والنظام العام، والاعراف الاجتماعية، كحقوق مطلقة وليست نسبية، فهي تسري في مواجهة الناس كافة وليس في مواجهة شخص معين، وبالتالي يقابل هذه الحقوق واجب عام سلبي يقع على الناس ك افة يقتضي منهم عدم الاعتداء على هذه الحقوق. فإذا وقع اعتداء على حق من الحقوق الشخصية لفرد وترتب عليه ضرر فإن صاحب الحق يستطيع المطالبة بتعويض نقدي او معنوي عن الضرر الذي أصابه من جراء هذا الاعتداء.
الدافع لهذ المقال
وتسليط الضوء على الظلم ورفضه ، وكيف للظلم أن يسود إذا قبل المظلوم به ..
السلام عليكم جميعاً ..
إخوتي كم مرة سيعيش الإنسان؟ ستقولون مرة واحدة في العمر ، فالعمر لن نعيشه إلا مرة واحدة فقط .. والإنسان بطبعه يريد أن يرتاح و لا يريد أن يقوم أحد بإزعاجه ، أو أن يقل راحته أو يكدر صفوه من جيرانه الذين من حوله .. لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وصى على سابع جار ..
حقوق الجار على جاره من أعظم الحقوق ، وأذيته من عظائم الذنوب وكبائرها، وما أشد جهل كثير من الناس بها، في زمن ضعفت فيه الروابط والصلات، وضيعت فيه الحقوق والواجبات، وطغت الفردية والانانية على كثير من الناس .
ونعلم أن الأذية لم تصدرعن قصد متعمد ، ولكن من طفرة شباب زائدة، أوقع ذلك من أذية وظلم على ابناء الجار الطيب المرحوم الحاج/ مصطفى عثمان ارناؤوط ابو بلال .... ليعلم أن هذا الأمر شديد فلا يمكن التهاون به، والمسؤولية أمانة أهله وابناء مجتمعة، والله يزع بحامل الامانة ما لا يزع بالقرآن
ولما بلغت أذية ابناء المرحوم الحاج ابو بلال /مبلغا ما دفعهم ترك منزلهم مجبرين والاستئجار خارج المخيم ، لأجل ما تلقوا من أذى ، هنا لا نتحدث عن صوت بكاء طفل مزعجًا ، او زامور سيارة او وقفة تلقى بها كلمات ، فهذا لا يشكل مصدر إزعاج. لكن نتحدث عن مصدر الظلم الذى وقع على ابناء الجار المغفور له ماديًا ومعنويًا واجتماعيًا والآثار النفسية والأقتصادية والصحة الناتج والمسبب من حرق الدواليب بعد أن تجاوز المعقول وأصبح لا يطاق. الذي تسبب بأغلاق باب رزقهم . والسكن خارج حدود المخيم ...
فكل صبر له حدود .. و صبر العقلاء تعدى الحدود .. المطلوب : صرخة عتذار مدوية بوجه الظلم وتعهد بقمع الأذى
غازي الكيلاني 1-9-2022
Post a Comment