الحرية والفوضى
الحرية والفوضى: الحق والاعتداء شعرة.. اسمها المسؤولية.. وكل حق بلا مسؤولية ينقلب الى أعتداء.. والحق يبني.. والاعتداء يهدم ، ومن حق أي إنسان أن يناضل ويكافح ويطالب لكي يحصل على حقوقة.. فإذا حصل عليها فقد حصل على أمانيه، وحينئذ.. يصبح من واجبه أن يصونها ، ويحافظ عليها، ولا يفرط فيها لكي تترسخ وتستمر، والضمانة الوحيدة لدوام الحق هي المسؤولية.. فإذا حرص الانسان - اي انسان - على أن يمارس حريته بمسؤولية فسوف يعيش في أمان واستقرار ، أما إذا استغل حقة وحوّله الى أعتداء فسوف يفقد حقة ويؤذي حقوق الاخرين...
والمسؤولية ليست صعبة ولا مستحيلة بل انها مجرد التزام طوعي يستطيع الإنسان الحر أن يعتاد عليها، ويمارسها بمتعة وسعادة واطمئنان.. فمثلا يمكن للإنسان أن يلتزم (بمسؤوليته الوطنية) في كل الظروف فلا يسيء الى أهلة وناسة لا بالقول ولا بالفعل، ويحافظ على ولائه لشعبة ، ويحمي سمعة أهلة، من خلال مسلكيته الاجتماعية وتعامله المباشر مع الآخرين..
وهناك المسؤولية التي تجعل الإنسان جديراً بحريته وأمينا عليها، فلا ينتهك حقوق الاخرين ولا يعتدي على الحق العام، ، وهنا لا بد من وقفة سريعة أمام (المسؤولية العامة) التي تتحملها القوى السياسية واللجان الشعبية والاهلية ومؤسسات مجتمع المخيم وتلتزم بها، فغياب تلك المسؤولية يفتح الباب واسعا (للفوضى) ويؤثر سلبا على امن المخيم ،وعلينا ان نتذكر بديهية نفسية وهي انه حينما يصل الامر الى مقولة "كل من ياخذ حقة بيدة" نكون قد بدأنا بهدم مداميك ركائزنا الاجتماعية ،،،
في ضوء ما تقدم فان التجارب تقدم لنا دروسا لابد من قراءتها والاستفادة منها في تجنب وصول أمن المخيم ، الى نفس الحالة التي وصلت اليها. بعض المخيمات، لذلك لابد من الاعتراف بشجاعة بان القيمة لاي تنظيم او لجان تكمن في وجود افق لها وبرامج تعمل لتحقيقها من جهة، امتلاكها قدرات تنظيمية اجتماعية، وقوي وموحدة اجتماعيا ، وبدون ذلك ستكون نتيجة تضحيات ابناء المخيم ، وعرقهم هي احتواء سنوات اللجوئ وزجها في نفق يدفع الكثير من ابناء المخيم لليأس وسحب الثقة من لجان العمل الوطني والاجتماعي ،لان تلك الفوضى التي لا ترحم والتي لا نجاة لنا منها إلا بالدعوة لتعزيز (المسؤولية الجماعية) حتى لا يتحول (الحق) الى فوضى اجتماعية
وبعد: فإن الحرية نعمة لا تحميها إلا المسؤولية، والالتزام بالمسؤولية ضرورة وطنية.. ومن يريد أن يطمئن في مخيمة فعليه أن يلتزم (بالمسؤولية) ، وإلا فإن (الفوضى) قادمة!!.
غازي الكيلاني
Enregistrer un commentaire