ArabicEnglishFrenchGermanItalianRussianSpanish

gh531

نقطة ضوء

آخر الأخبار

نقطة ضوء
random
جاري التحميل ...

اليهود الشرقيون.. مواطنون من الدرجة الثانية

اليهود الشرقيون.. مواطنون من الدرجة الثانية

عادل شهبون

لقد عشت فترة الطفولة فى منطقة رامات عميدار وكم عانيت و تعرضت للضرب لمجرد اننى طفل ينتمى ليهود الشرق " السفارديم ".

بهذه الكلمات يلخص الأديب الاسرائيلى " أليكس باز جولد مان " أوضاع يهود الشرق الذين يعيشون فى إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية أما الدرجة الأولى فيحتلها اليهود الغربيون أو كما يطلق عليهم " الاشكناز ".

وقد أثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة أن الغالبية العظمى من اليهود من أصول شرقية قد صوتوا لأحزاب اليمين، وساهموا فى إعادة إنتخاب نيتانياهو من جديد لرئاسة الحكومة على عكس توقعات إستطلاعات الرأى.

وقد غضب الكثير من الإسرائيليين من أصول أوروبية بسبب ذلك ومنهم البروفيسور الإسرائيلى واستاذ الاعلام " أمير حتسرونى " الذى تم دعوته للحديث فى القناة الثانية بالتليفزيون الاسرائيلى فى أعقاب تصريحات عنصرية كتبها فى صفحته على الفيس بوك عن اليهود الشرقيين، حيث قال فيها ان إسرائيل أخطأت حين سمحت لهم بالهجرة إليها من الدول العربية، فأنشأت بذلك طبقة كبيرة من السكان المتخلفين.

وزاد الأمر سوءا ان حتسرونى في المقابلة التليفزيونية ، والتي تجادل فيها مع إسرائيلية ينتمى والداها ليهود المغرب، شن هجوما على يهود الدول العربية حيث قال حتسروني للسيدة : كان من الافضل ان يظل والداك فى المغرب ليتعفنا هناك.و في أعقاب هذه التصريحات تم طرد حتسروني من الأستوديو من قبل القائمين على البرنامج.

وفور نشر نتائج الانتخابات توالت التصريحات العنصرية لفنانين ومثقفين ممن شعروا بخيبة أمل من فوز بنيامين نيتانياهو فى الانتخابات حيث كتبت إحدى أبرز الكاتبات فى إسرائيل وتدعى ألونا كمحى على مواقع التواصل الاجتماعى تهاجم يهود الشرق قائلة : "لكل شعب السلطة التي تناسبه فليحيا الغباء والشر، اشربوا سم السيانيد، أيها الأغبياء. و بعد مرور بعض الوقت قامت بحذف ما كتبته، واعتذرت عما بدر منها .

والامر لا يتعلق بالكاتبة ألونا فقط فهناك تصريحات مسيئة لليهود الشرقيين قالها الفنان الإسرائيلى يائير جربوز قبل أيام من الانتخابات، أدان فيها مؤيدى نيتانياهو لكونهم "يقبلون التمائم"، أي إنهم يؤمنون بمعتقدات بدائية ومتخلفة مقارنة بأنصار زعيم حزب العمل هيرتزوج



أيضاً تحدث الكاتب المسرحي الإسرائيلى يهوشع سوبول بشكل مهين عن أنصار نيتانياهو من يهود الدول العربية ووصفهم بأنهم ممن يؤمنون بالخرافات . ومنذ قيام إسرائيل وهناك تمييز ضد اليهود الذين تعود أصولهم إلى الدول العربية و الإسلامية حيث عانى هؤلاء من التمييز وعدم المساواة في توزيع الموارد، فهؤلاء اليهود يكسبون مالا أقل، وقد رسخ نظام التعليم فى إسرائيل الطبقية داخل المجتمع فيهود الدول العربية لا يحصلون على تعليم جامعي مثل اليهود من أصول أوروبية أيضا اليهود الشرقيون القادمون من العراق، المغرب، مصر، اليمن وإيران، معروفون في إسرائيل بالحفاظ على ممارسة الطقوس الدينية واحترام الحاخامات والتردد على المعابد اليهودية بشكل أكبر.

والأمر ليس كذلك لدى اليهود القادمين من أوروبا فمعظمهم ليسوا متدينين و السياسي  الذى حاول استغلال هذا الشرخ هو رئيس حزب شاس الدينى أرييه درعى، وهو من مواليد المغرب، وخلال الانتخابات دشن حملة دعائية بعنوان " شرقى يصوت لشرقى " وهو صاحب مقولة ان المكان الوحيد الذي فيه شرقيون او سفارديم أكثر من الاشكناز هو السجون !

وقد بدأت المشكلة الإثنية في إسرائيل بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين منذ عشرات السنوات وهي مشكلة بين من يمتلك السلطة ومن لا يمتلكها، أو المشكلة بين الأغنياء والفقراء، أو بين الأقوياء والضعفاء، نظرا لأن المجتمع الإسرائيلي الذي استوعب المهاجرين الشرقيين كان مجتمعاً أشكنازيا ذا ثقافة غربية.

ورغم أن اليهود الشرقيين شكلوا نحو 54% من عدد المهاجرين إلى إسرائيل في الخمسينيات، لكن السلطة ظلت في يد اليهود الغربيين الذين طبقوا سياسة تمييز في حق اليهود الشرقيين جعلتهم في مرتبة أدنى ،

كما جرى توطين اليهود الشرقيين في الضواحي حيث تعمدت الدولة هناك تشتيت المهاجرين الشرقيين في الضواحى وفي المستوطنات التي أنشئت بعيدا عن المدن الكبيرة ، واستغلتهم كأيدى عاملة رخيصة في قطاع الزراعة والصناعة حيث كان الشرقيون يقومون بالأعمال الدنيا وينالون أجورا أقل ..

كل ذلك أدى إلى انفجار لحركات تمرد واحتجاج كبيرة لليهود الشرقيين كان أهمها على الإطلاق التمرد الذي قامت به جماعة اطلقت على نفسها اسم "الفهود السود" في مطلع السبعينيات ، ففي مايو عام 1971 تظاهر عشرات الآلاف في الشوارع وألقوا قنابل المولوتوف على الشرطة والمراكز الحكومية، حينها تم قمع حركة التمرد هذه واعتقلت قوات الامن العشرات من المتظاهرين وجرح العديد من رجال الشرطة واعتبرت السلطات الاسرائيلية ان ما حدث هو من تدبير يهود مغاربة يميلون إلى العنف وغير قادرين على التكيف مع المجتمع وهاجمتهم الصحافة الاسرائيلية واصفة إياهم بـ "حثالة البروليتاريا" .

لكن ومنذ عام 1977، إثر التغييرات في الخريطة السياسية الاسرائيلية وفوز اليمين بقيادة مناحم بيجين بدأ اليهود الشرقيون يشعرون أنهم جزءاً من التغيير بعد تأييدهم لأحزاب اليمين ومساهمتهم في تغيير اتجاه السياسة الاسرائيلية.

ورغم التطورات الكثيرة التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي في العشرين سنة الأخيرة، فإن تركيبة المجتمع الإسرائيلي القائمة على إعطاء اليهود الغربيين الموقع الأول والمرتبة الأولى، وتمييزهم عن الشرقيين لم تتغير .

 

عن الكاتب

alkilani53

التعليقات


اتصل بنا