إن
التملص والتهرب هو تفلُتٌ وهروب كالسمكة بين اليدين، بينما استشعار المسئولية هو مما
يبعث الهمة ويحفز على العطاء، ويقود إلى التنافس في الخير، وبه تستجلب الخيرات، وتنال
الهداية والبركات، قال تعالى: (َلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ
خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا
عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)) [النساء: 66- 68].
ومن أسباب التهرب من المسؤولية:
- ❶ضعفُ
الوازع الديني، أو القيمي الأخلاقي أو الوطني، أو الانساني العام
- ❷ضعفُ الهمّة وفتور العزيمة والكسل
والخوار.
-
❸التربية
غير الرشيدة او غير المسؤولة، تلك المتساهلة المهملة.
-
❹الاتكالية:
“فكل واحد منا مسؤول مسؤولية مباشرة عن كثير مما وقعت فيه الأمة في الحاضر من تخلف
مادي وفكري، ولكنا نتكل على بعضنا في تغيير هذا الواقع، فالعامة يلقون بالمسؤولية على
النخبة والعلماء، والعلماء يلقون باللائمة على الحكام، والحقيقة أن الكل له مسؤوليته
التي يلزمه القيام بها.” كما يورد تيار الإصلاح في صفحته
- ❺الإحباط: بينما التفاؤل هو روح
الإنجاز
- ⑥عدم وضوح الرؤية حيث لا معرفة
بالواجبات والمسؤوليات
- ❼تكاثر الأعباء أو الاحتياجات
- ❽الغزو الفكري عبر الشابكة وغسيل
الدماغ، والحرب النفسية.
-
❾افتقد
النقد مقابل الابداع وإن وجد الأول انتفى الثاني ما لا يتفق
-
❿عدم احترام
أو الإشادة أو دعم او تقدير من يقوم بمسؤولياته
آليات التملص والتهرب من المسؤولية
من جانب آخر هناك آليات مختلفة يتبعها قليلوالمروءة، والمتملصون
والضِعاف والكذابون للتهرُّب من المسؤولية؛ منها مثلاً :
-
➀الاستخفاف
بالمسؤوليات للهروب منها؛ فنجد الشخص يقوم بتسخيف المهمات والمسؤوليات والادعاء أنها
أقل من قدراته ليهرب منها.
-➁إلقاء
المسؤولية على الآخرين (نظرية علاّقة الملابس/الشماعة): من آليات الهروب من المسؤولية
تحميلها لشخص آخر، حيث يلعب الشخص دور الضحية ويحاول تجيير المسؤولية للآخرين، لماذا
أنا؟، لن أضحي بعد الآن!، لا أحتمل أكثر….إلخ.
-➂الهجوم؛
فنوبات الغضب والهجوم على الآخرين ونبش الدفاتر القديمة، والتمسك بتفاصيل صغيرة من
شأن النقاش بها أن يكون عقيماً… جميعها آليات فعالة للهروب من المسؤولية.
(تعليقنا:
في نبش الدفاتر القديمة والتمسك بالتفاصيل الصغيرة لغرض التملص والتهرب من المسؤولية
صادفت نموذجًا حيّا من هذه الفئة، لم يسعه التعطيل للعمل -تعبيرًا عن عجزه ورفضه وحسده-
إلا بالإشارة الى: أن فلان قد قال بحقّي إساءات كبيرة، رغم مرور أكثر من 10 سنوات!
ورغم أن لاصلة للشخص ذاك بالموضوع المطروح مباشرة، ولكن لأنه ذكّرهُ بالموضوع ولا يريد
التعاطي معه! فيجلب الشخصنة الحاقدة الى المقدمة مبررًا للرفض).
-
➃الاعتراف
بالهروب من المسؤولية؛ حيث يعترف البعض أنه لا يرغب ببساطة بتحمل المسؤولية، وقد يحدد
الأفكار أو المشاعر التي تدفعه إلى التنازل عن أي مسؤوليات، هذه الحالة هي الأقرب إلى
العلاج لأن الشخص يعرف دوافعه ويعترف أنه لا يريد تحمُّل المسؤولية.
)تعليق: قدمت مشروعًا لأحد
الأخوة بالقيادة السياسية فاستمع لي وللمشروع أكثر من ساعة وهو صامت وأنا أجهد نفسي
بالشرح، فظننت صمته موافقة! إلا أنه بعد أن انتهيت لم يقل الا جملة واحدة صريحة وهو
مبتسم-فهو صديق رغم ذلك، تصوروا لقد قال: أنا لا أريد أن أعمل شيئًا مما قلته أنت أو
غيره! رغم أن ما ذكرته له هو في صلب تخصصه وداعم له، ولا يكلف شيئًا(
-➄الهروب
من المسؤولية بالنوم؛ من الحالات الشائعة النوم عند الشعور بثقل المسؤولية، كما يحصل
مع بعض الطلاب الذين يخافون من الامتحان فيساعدهم عقلهم الباطن على النوم وتفويت موعد
الامتحان. (تعليق: وهو مما صادفته في حياتي الجامعية من بعض الأصدقاء الذين كانوا يفعلون
ذلك(
-➅
الهروب فيزيائيا (حرفياً)؛ كما يحصل عندما يهرب العريس من العرس،
أو عندما يهرب الموظف ويختفي بدلاً من تقديم استقالته بالطريقة الطبيعية، فعلى الرغم
أن الاستقالة حق إلى أنها تحتاج للمواجهة وتحمُّل مسؤولية القرار وتبعاته. (تعليق:
أو كما يفعل البعض بالتنظيم السياسي فيهرب من مسؤولياته الواجبه، لما يعرفه فقط وهو
بعيد عن تحمل مسؤولياته المنوطة به).
مثال آخر؛ عندما تطلب خدمة ما من أحد معارفك كأن يكفلك في المصرف/البنك
لأخذ قرض، سيوافق بدافع الخجل ويؤكد أنه مستعد لذلك، لكنه سرعان ما يتهرب من الرد على
اتصالاتك وقد يغير رقمه ويحاول قدر الممكن أن يقطع أي اتصال ممكن معك.
إرسال تعليق