المخيمات والنفخ في الرماد،،، الى متى ؟؟
إذا أراد شخص ما استطلاع رؤية واقع مجتمع، فما عليه إلا متابعة أخباره لبعض الوقت، ليرى إلى أي اتجاه يسير، إلى الأمام أم إلى لا شئ... ولكن الناظرالى مخيماتنا في لبنان، يصاب بالدهشة وهو يرى واقعها، بين الواقع المأزوم الذي تعيشه في ظل غياب انعدام الرؤية وضبابية المشهد والتحديات التي يمر بها تنظيم مجتمع المخيمات، وما بين المأمول والمستوجب للنهوض وتماسك لحمة المجتمع .
يكمن التحدي الحقيقي امام ابناء" فتح " للخروج من تحت عباءات الصمت الملقاة قسراً على واقع المخيمات وما أصابها واعتراها من عجز وشلل،وافرازات ضعف القدرات في مواجهة الفلتان والتطفلات والخروج عن النظام، والاعتداء على الممتلكات العامة . وهشاشة الهيئات التنظيمية التي أضعفت التماسك التنظيمي حيث باتت التبعية والشلة هواء المنتفعين، وضعف الجهاز الإداري الذي اصبح موطنا لفساد المنتفعين . لذلك يحتاج التنظيم ومجتمع المخيم أن يتخلص من نموذج «القائد الخارق الملهم»، أوالقبول بقائد (حديث المعرفة،أو ضعيف الارادة والادارة). فواقع الامر ولمواجهة التحديات واخراج المخيم من الواقع المأزوم تبرز الضرورة الى ..
قائد يمتلك بصيرة وحسن تدبر وسعة أفق، وقدرعال من (أمانة المسؤولية) و (مسؤولية الامانة)، يتصف بشجاعة وقوة الإرادة وعلما بالادارة ، يجمع القدرات ويفرض الطاعة ويمنع الترويض والقولبة. ويدرك أن هناك أساليب عديدة لمواجهة الترهل والفلتان وفساد الادارة، تكون مصلحة اللاجئين وحماية امنهم هي شغله الشاغل .بدلا من أولئك المسؤولين الذين لا ينطبق عليهم لقب القائد من الأساس. لان القائد عليه الاعتراف والتنحي إذا تعثر،بدلا ان يلقي باللوم على الاخرين، في مشهد مشروخ يتكرر حار فيه اطفال المخيمات من نهر البارد الى عين الحلوة والرشيدية.
لأننا في عصر ختمت فيه النبوات ، يبقى علينا الاجتهاد والدفع في التعرف إلى القائد الصالح .. والالتزام معه، هذا الشعور قد يغضب البعض، وتظهر تساؤلات تعبرعن الاستغراب والادعاء بأن كثيرا من الأحيان يفشل التنظيم والمجتمع في اختيار قائد لتحقيق نهضته ....
وبأن كثيرا من النصرلم يكن فقط بقدرات القائد المتميزة، إنما بالالتزام من قبل ابناء التنظيم والمجتمع أوالفئة الثابتة منه. وبالتأكيد هذا يشير إلى أنه قد يظهر قادة مؤهلون، لكنهم لم ينالون الإقرار والإجماع والالتزام من أقوامهم، فلا يكمل القائد تجربته ولا يحقق طموح الأبناء.
ولعل هذا يؤيد أن العلاقة السليمة بين تنظيم المجتمع والقائد علاقة تعاقدية، والنهضة المنشودة تتم بالوفاء والتعاقد بين ابناء التنظيم بحسن اختيار قائد ناصح لابنائة، صادق في إرادة البناء والتطوير.
• وقد يسأل البعض: لماذا ما جدوى وجود قائد....؟؟
لأن القدوة الحسنة تؤتي ثمارها والقائد ،،،
يحدد الأهداف التي يراد بلوغها،، ويمتلك مهارات القيادة الاجتماعية ،، يمتلك قدرات إدارية للتخطيط والتنظيم والتوجيه والتقييم ،، يضع نظام رقابي لمتابعة وملاحظة الأداء ،، لدية القدرة على التحليل والتحسين واتخاذ القرارات ،، يبعث روح الحياة في التنظيم والمجتمع.
• باختصار،،، لأنه بدون قائد يعني حتماً : تتبدد الرؤية ،وتبتعد الأهداف ، يتأخر اتخاذ القرار، وتتحكم المصلحة الشخصية، يفقد الأمل وتهنز الثقة وتنهار المعنويات،ويقع الخلاف ويبدأ الشقاق ويكثر الفساد ، ويتسلق الانتهازين ،"وتكرس مقولة شاطر دبر حاله" وهوأمر مدمر للتنظيم والمجتمع ، فيتم استغلال ضبابية المشهد وإحكام السيطرة على الاطر والهيئات مما يؤدي الى التبعية واستباحة المخيم لمسميات جديدة تفرض اجنداتها وتجد فرصتها لوضع اليد على المخيم بكل أريحية ودون عناء .
ّ ختاماً، ،،، لأنها المخيمات خزان الثورة.. وحلم العودة... جسر التواصل النضالي .. وشريان الوحدة والتلاحم ،وعهد الشهداء. ولأننا في "فتح" عرفنا الحرية، نتساوى بحقوق العضوية وحمايتها. ونقدم واجباتنا تكليفاً لا تشريفاً، مبادرة وعطاء. لا سطوة نفوذ وامتياز. نشهد كل ذلك ونحن على ذات اليقين من الفكرة على ذات الوفاء للحركة،منذ بداية عضويتنا في رحم خلية. ونحن نعتقد أن التنظيم وسيلة نقارع من تحت لوائه اعداء شعبنا ، ونحشد به الطاقات للمعركة ضد عدو مغتصب وطننا .
☜ولأن التنظيم لا يمكن أن يسير وفق مزاجية الفرعنة ، ولأن ابناء المخيمات والتنظيم ليسوا عبيداً لا يساقون بولاء الطاعة حسب مصلحة هذا او ذاك . يبقى حماة المخيمات ،،، من نصيب الأوفياء لفتح ومبادئها،الذين لا يبيعون ضمائرهم...أما القطيع المنبوذ من طرف المناضلين،والمتجولون كثعابين ، فهم حتما سائرون الى مزبلة المخيم ما داموا يعشقوا عبادة المرتزقة .
☜ولأن المخيمات وابنائها لا تستحق سوى الأجلاء الأعزاء، لن ترضى ان تبقى ضحية الطحالب الفاسدة ، والتائهون والضائعون بين العجز والإنحراف، والسرطان الذي ينمو وتزداد أورامه في أحشاء المخيم.
☜إن الواجب أمام استشعار الخطر ولأخراج المخيمات من دوامة "الفلتان" والإهمال التي أغرقت فيها. وجوب الخروج عن الصمت والجهر بالحق حتميته ضرورية واجبة لا يصح السكوت عليه . فالمخيمات تنتظر قائد يتسم بشخصية مؤثرة ومهارات القدرة ، لا يرضى التكيف مع الترهل والفلتان .
☜لأنة كما قال الامام علي بن ابي طالب (ع)"التجاره والامارة لا يجتمعان". " وكما قيل "لا يستوي من أنفق مع الفتح وقاتل، من الذي أنفق من بعد الفتح واراد لنفسه أن يكون مطيةً تنقل من على ظهره المشاريع الهدامة "
18/6/2016
غازي الكيلاني
Enregistrer un commentaire