التطفلات
والتفلت في المخيمات ! ....
الانفلات والتطفلات تنشأ
في كل مجتمع، نتيجة لوجود مشكلة معينة تواجه المجتمع في مجال من المجالات، أو عدة
مجالات في آن واحد. (جراء عوامل داخلية وخارجية) تفرض وضعا نفسيا غير مستقر، تصبح
الذات عرضة للاضطرابات السلوكية ،التي في حقيقتها تفريغ الشحنات النفسية المكبوتة
من الغضب الداخلي المخزون الذي يبحث عن متنفس بأي شكل وأي ثمن، حتى لو كان
الانسياب والفلتان والتطفل بشكل عدواني علي حساب المجموع ويؤدي الى تعطل مصالح
المجتمع ، وتشكل تحديا للمسؤولين والمجتمع على حد سواء .
= وحالات
التفلت والتطفل التي تتعرض لها المخيمات : باتت اليوم مسألة رأي عام ، يتحدث بها الافراد والمؤسسات
والفصائل ، وتنال القسط الاوفر من اهتمامات العاملين في تقديم الخدمات .
لذلك فإن اسهام المجتمع
بشتى اطيافه في اية خطة لمعالجتها أصبح امراً ضرورياً ، وهو دليل نضج سياسي يجب
العمل على تعميمه او بالاحرى فرض تعميمه على كافة القضايا والمسائل التي تهم مجتمع
المخيمات، لتشكل عوناً حقيقياً لتعزيز الثقة والتعاون بالقوة المكلفة بتطبيق الضبط
الاجتماعي في
ظل محدودية الأمكانيات والقدرات الحالية ، للحيلولة دون استفحالها أوتركها تتراكم بالهروب
منها، أو تقزيمها لتتحول إلى ما يسمى(فلتان امنى) ومن جهة أخرى تحمي افرادها من
خلل العلاقة مع الأجهزة الأمنية اللبنانية
♙ .. وانا لا أزعم أن في مخيماتنا تطفلات وتفلت أكثر من المجتمعات
المحيطة بها، بل على العكس من ذلك اذ ما قورنت بالاسباب والمسببات، سيتضح ان نسبت
التفلت والتطفل في معظم المخيمات هي بفضل الله حالات تبقى في نطاق محدد ذات طابع
فردي يشمل الجانب الاجتماعي ، الصحي،الخدماتي ،..... ولا ترتقي لمستوى ظاهرة
الفلتان.
ولكن يبقى السؤال لماذا
يمارس او يقدم فرصة للبعض للتطفل والتفلت ،ولماذا نجد القبول والصمت أحياناً عند
الجهات المسؤولة؟
❁ - ما المقصود بالإنفلات
والتطفلات ؟ وما أسباب حدوثه ؟ وما آثاره .. وكيف يمكن الحد منه أو منع حدوثه أصلا
؟
المقصود بالإنفلات: هو أحد ظواهر
التفلت ) التي تسود المجتمع) متى فقدت الهيئات المسؤولة هيبتها وقدرتها
على السيطرة والتحكم فيختل التوازن وتحل الفوضى وتعم الغوغائية وتضطرب حياة
الجماعة والأفراد.
• أسباب حدوث
الانفلات في المجتمعات:
هناك أسباب عديدة قد تؤدي
إلي حدوث الانفلات في المجتمعات نذكر منها :-.
❂=احتدام شدة الصراع على
السلطة والمسؤولية بين الجماعات، وبين الأحزاب والتنظيمات وغيرها .
= ❂ظهور حركات انفصالية " انشقاق وتمرد" .
= ❂ظهور جماعات سرية متطرفة .
= ❂ضعف الأجهزة و الهياكل الأمنية والادارية وغياب
التنسيق بينها .
= ❂انتشار الفساد والمحسوبية
= ❂الظلم ، القهر والاستبداد
• ومن أهم الأسباب الخارجية
التي تقف وراء مظاهر التفلت والتطفل في المخيمات:
= ☜ انعكاس قوانين الدولة اللبنانية المجحفة بحق
اللاجئين ، والتعاطي مع المخيمات بمنظور امني بحت .
= ☜غياب التشريعات والآليات القانونية التي تكفل
حماية اللاجئين من الناحية القانونية
= ☜ثقل الأزمة الإجتماعية والإقتصادية في ظل تفشي
عوامل الفقر والبطالة
= ☜الكبت الذي يعانى منه المجتمع على مدار سنوات
طويلة
= ☜ الاكتظاظ السكاني، وغياب الخصوصية
الفردية والعائلية .
• ومن أهم الأسباب
الداخلية التي تقف وراء مظاهر التفلت والتطفل في المخيمات:
= ☜نقص الكوادر المتخصصة والتجهيزات اللازمة للجان
والجمعيات المسؤولة .
☜- حزبية ضيقة عند بعض قيادات الفصائل مثلت ملاذاً آمنا لبعض
المتطفلين .
☜-عدم
وضوح الرؤية لمعالجة التطفلات على المستوى النظري والتطبيقي بسبب قلة الكفاءة
والخبرة .
☜- التعاطي والتعامل بسطحية عبر منطق عقيم يستخدم احيانا عوامل
مادية اوالتراضي
☜-تبرير
وترحيل مشاكل التفلتات للمستقبل باسم الأولويات .
☜-غياب
العدالة .... بغياب القدوة الصالحة الذي يمكن أن يقتدي بها.
☜-ضعف
البنية التنظيمية لفصائل العمل الوطني، وتعدد المرجعيات أضعف المنطق وبعثر
الجهد
☜-غياب
التخطيط وجمع المعلومات والبيانات لرسم استراتيجية اجتماعية لادارة المجتمع
☜-غياب
الشبكات الاجتماعية الحاضنة للشباب، وانعدام فسحات للهو ولعب الاطفال
☜- غياب لوائح الضبط الاجتماعية التي تخدم حياة اللاجئين .
☜-الحاجه
: حاله النقص ماديا او معنويا والشعور بالحرمان .
• أثار مظاهر التفلت
والتطفلات في المخيم :
التي تطرح نفسها ويتوجب
الاجابة عليها وايجاد الحلول والمعالجات وعلى سبيل المثال لا الحصر:
☜- تنامي ظاهرة العنف، استخدام السلاح ، استعمال الادوات الحادة
،
☜-تفشي
الفساد ، رواج المخدرات والمؤثرات العقلية .
☜-ترهل
الخدمات ،، الصحية، التعليمية، والاجتماعية الخ
☜- تعطيل الخدمات.الانروا،المدارس العيادات وقف مراقبة الاغذية
والمواد ،وقف تنفيذ الاشغال وجمع النفايات .
☜ - الاعتداء على ،، شبكة الكهرباء،المياة ،الزواريب ، الطرق،
البناء عشوائي الخ
☜- انعدام الإستقرار والطمأنينة ،
☜-عشوائية
التمديدات،للأسلاك الكهربائية والستليت والهاتف الداخلي .
☜ -عمليات
نصب واحتيال, المتاجرة بالمواد المهربة، تسكع في الشارع، ازعاج.
• اليوم لا يمكن لاي
كان انكار الكثير من ظواهر التفلت والتطفلات. واذا اخذنا فقط ظاهرة اطلاق الرصاص ،
فانه يكفي فقط ان تعيش ليلة واحدة في مخيم عين الحلوة. او متابعة تنفيذ مشروع
تحسين مخيم الرشيدية، او وقفات احتجاجية امام مدخل مخيم البرج الشمالي، واعلاق
مراكز خدمات الانروا لتدرك ذلك. حيث تطلق النار في مناسبات الاعراس والخطوبة
والمولود الجديد والشفاء من المرض والسفر والعودة من السفر والخروج من السجن والحج
والعمرة والنجاح في الامتحانات والتخرج من الجامعة . وهذا يعرفه سكان المخيم بل
انهم يتندرون احيانا عند سماع صوت اطلاق النار بالقول: ان احد "خلفت
عنزتة"
♙. قال لي أحد الاصدقاء، وهو معروف بصدق
انتمائها،: “الوضع السياسي في لبنان مزري للغاية …الوضع الامني والاقتصادي
متردي جداً… والوضع الأمني في بعض المخيمات أيضا متردي وينذر بمترتبات خطيرة
على عدة اصعدة إلى حد يبعث على القلق والخوف من القادم
والمستقبل. ...
الناس استوعبت ولا
زالت تستوعب مراوحة قيادات الفصائل في المناسبات والقاء الكلمات وتقديم الدروع..
واستوعبت أيضا حالة التردي الاقتصادي، وصمدت أمام القهر والجوع والبطالة. ومنع
ادخال مواد البناء . لكن ان تصبح ضحية تراجع الخدمات الصحية والاجتماعية، وسوء
ادارة مجتمع المخيم، واتساع دائرة التطفلات وعدم الطمأنية والسكينة
والاستقرار لا اعتقد ذلك ...
واضف لكي تستمر المجتمعات
ككيان اجتماعي متماسك مهابة وقوية الشكيمة. ضرورة ان تجد قياداتها وعلى مختلف
اتجاهاتها السياسية المبرر المنطقي في صنع القوة التي تحافظ بها على أمنها وسلامة
ابنائها وديمومتها وبقائها، فإذا كان أحد مبررات وجود الجيوش التقليدية هوالحفاظ
على سلامة وأمن الدولة من العدو الخارجي. فإن من مبررات وجود الفصائل والاحزاب
والجمعيات والقوة الامنية والأجهزة الأمنية التقليدية هو مقاومة "العدو
الداخلي" التفلت .
•
وكيف يمكن الحد او منع حدوثه مشكلة التفلتات
والتطفلات :
☜- معالجة الانفلات
يحتاج إلى جهد من جميع الجهات المعنية من. (الفصائل ، رجال الدين , المدرسة ,
الجمعيات والاندية الشبابية، والتجمعات الطلابية والأعلام ,...الخ ) حتى لا
تتوارثها الأجيال ويستشرى هذا الداء في جسد المجتمع وهنا تكون الطامة الكبرى حيث
يوصف المجتمع بأنه مجتمع منفلت أو بلطجي مما يؤثرعلى قضيتة الوطنية.
1 - البداية
لايختلف اثنان على عجز الفصائل في محاصرة التفلت والتطفلات في مجتمع المخيم وربما
سبب ذلك حصرها في حدود "اصحاب القرار" فذلك شكل اول اخطاء "الخطة
الامنية"الضبط الاجتماعي .
2 - إن البداية
الأكثر صوابية في مواجهة حالات التفلت والتطفلات يكمن في توافر شروط نية مواجه
التفلت لدى المعنيين وذلك في توظيف كافة القدرات، من خلال اتخاذ إجراءات الضبط
والتنظيم الذي يحتاج إلى خطة تتمثل في المنهج- القيادة- التنظيم ...
المنهج :
أ- العمل : توجية
وتثقيف وتأهيل أفراد يتخصصون في التعامل مع التطفلات .
ب- التطويق،،تطويق التفلت والتطفلات
من خلال التعرف عل العوامل التي سببت وجودها، وكذلك العوامل التي تغذيها وتنفخ في
إذكائها وانتشارها،،
ت- تعاون،، وثيق بين كافة
المؤسسات والجمعيات لتوفير مقومات الأمن الاجتماعي ،،
ث- توفير،، الحماية الفعالة للاسر
المهمشة داخل المخيم لتكون قادرة على تربية جيل صالح،،
ج- ملاحقة،، ظاهرة التفلت والتطفلات
ثقافياً ، ندوات، ورشات عمل، دورات، تعميمات، بيانات ،،
ح- الاستفادة
،، من قدرات الكادرالمتخصص
في المؤسسات والجمعيات ومراكز الشباب والمراة ،،
القيادة :
أ- الجانب السياسي: وهوعملية الاستعداد التام
من قبل الفصائل على فرض سيطرتها على منتسبيها وعناصرها وكوادرها ونزع الغطاء عن
الخارجين عن النظام .
ب- تمكين،، وتدعيم لوجستيكي للجان الشعبية والجمعيات الاهلية والتطوعية
للارتقاء بمهامها الوظيفية والتزماتها .
ت- رصد،، جميع التطفلات السابقة التي حدثت ،،الاسباب، وطرق معالجتها ،
أساليب ووسائل التدخل .
ث- برامج،، وخطط جاهزة للتفلتات الافتراضية، ووضع حلول للتعاطي معها
والسيطرة عليها
ج- التعاون ،، والمساعدة بين القوة الامنية واجهزة الدولة فيما يتعلق بتبادل
المعلومات ومن ثم التنسيق لمكافحة ظاهرة المخدرات والمطلوبين .
ح- ترميم ،، وإصلاح ما فقد من التوازن أثناء التفلت والتطفلات إلى حالته
الصحية .
خ- تحجيم ،، تطويق التفلت والتطفلات القائمة حيث يتطلب نشر أعداد من القوى
المكلفة بشكل استعراضي عرضي وغير مباشر بهدف نشر الخوف لدى عناصر التفلت والتطفل
وخلق نوع من الاطمئنان والتماسك في المحتمع. ومن أجل خلق حالة من الإعياء تصيب
المتفلتين، وتنحصر أعمال المستفيدين من هذه التفلتات وتتوقف أمانيهم من تحقيق
مآربهم
د- معالجة،، عملياتياً من خلال
خطة جيدة، ومباشرة على الأرض، تندفع فيها القوة المكلفة مدعومة بقواعد ضبط وادارة
جيدة ،مسنودة بجميع أطياف المخيم .
التنظيم :
أ- الجانب الاجتماعي: التعرف على مدى
تقبل المجتمع للضوابط الاجتماعية وتقديم الدعم للقوة المكلفة .
ب- التحشيد : استخدام كافة
الوسائل المشروعة ،وقفات احتجاج ، تكوين وسائل ضغط تعبرعن رفض وتبرير ظاهرة
الانفلات التطفلات ،والاعتداء على الحق العام .
ت- تحقيق العداله
الاجتماعيه والمساواة بين أفراد المجتمع وتعزيزثقافة والعفو والتسامح
ث- تفعيل الحياة السياسية والاجتماعية
ج- أندية تهتم
بالشؤون الرياضية والفنية والثقافية ،ومركز للترفيه والتثقيف
ح- إشغال أوقات الشباب في
قضايا ذات قيمة تحفزهم على الانخراط في المشاركة والمصاحبة المجتمعية .
3/6/2016
غازي الكيلاني
Kommentar veröffentlichen