التجنيد يزرع بذور الوطنية ،،،
سألوا “لي كوان يو”، صانع سنغافورة الحديثة: كيف استطعت يا هذا أن تبني وطناً وسط وحش الفقر، وجهل وفرقة وقوى استعمارية لا ترحم، وبلا جيش، ولا مستقبل يلوح في الأفق ولا حتى اعتراف بأحقيتها في الحياة... كيف استطعت رغم كل ذلك أن تصنع جوهرة؟!
· ليجيبهم مبتسماً: إنه الولاء.. إزرع الولاء في شعب وستجد الوطن قد أصبح جنة، وإن كان في قلب الجحيم ،،،
؟- سألوه ولسان حالهم، لم تفدنا: ما هو السبيل لزرع الولاء يا حكيم زمانك،
ليجيبهم في هدوء قائد محنك فهيم: ثلاثة أنظمة تطبق بصرامة لا رابع لها ولا رجعة فيها: التجنيد، المحاسبة، التمليك...!
☜ التجنيد للوطن ،، معناه أن تقف وتدفع دمك ثمنا بلا كلام أو هرطقة كاذبة أو تحزبات سخيفة واهية. التجنيد يزرع بذور الوطنية في القلوب فيثمر المستقبل.. يعلم الدرس الأول في مبادئ الرجولة .
⇦ التجنيد يعلم أن الجميع إخوة في الوطن والدم والمصير، فلا تحزبات ولا طائفية. لا بدو لا حضر. لا وطنية ولا اسلامية ..
⇦ المحاسبة ،،، فالكل يقف في الطابور منصاعاً أمام قانون صارم لا يهاب الكبير. بل يحاسب المسؤول قبل العاطل، الضابط قبل الجندي.. فيعي الإنسان أنه ولد ليعيش بكرامة وليموت مطمئنا وأنه إن رحل فإن الغد لن يقسو على أبنائه من بعده.
⇦ التمليك ،،، إنه الوطن، عصب الحياة ، شعور فطري بالانتماء والزواية الأكثر تأثيراً.. ولا عجب. وهل أبلغ من أن تمنح الفرصة لكل فرد أن يتملك الأمان ويمنح الإحساس بأنة يتملك قطعة في وطنه..
♕ قد كان الرجل محقّا حين اتخذ من الولاء الركيزة الأولى في بناء بلده الذي كان على شفير الموت.. وتركيبة سكانية شديدة التعقيد. رغم الديموقراطية الموؤودة في بلاده، رغم سياسة الصوت الأوحد والحزب الأعظم التي زرعها وأتخذها دستوراً ومنهاجاً .
♕محقا حينما اخرج لسانه للغرب بل العالم: "خذوا ديموقراطيتكم ودعوني أعمل في صمت.." .
وقد نجح.. ودون أن يدري أو ربما كان يدري أنه علَّم الساسة في العالم درساً في بناء الأوطان.
☜ اليوم كم هو جميل أن ندرك أن توحيد الوطن لن يقوم إلا بزرع الولاء، وبالتلاحم الوطني الذي لا بديل منه.. والأجميل أن نتخلص من البكائيات والدعوات الكاذبة وقبلها التخلي عن العنتريات الزائفة.
وأن ندرك أن استعادة الحق وبناء الوطن، لا يقوم على ضجيجا زائفا بدون طحين عبر شاشات الفضائيات ، او افتعال الازمات والمرجلات الفشنك بدون برنامج ولا استراتيجيه وبلاوعى ...
☜اليوم قل ،،، الحمد الله الذي قيض لنا قائدا صادقا.. لا يعدنا بنفير كاذب ،، رجل استثنائي.. يستحق الرهان عليه...
غازي الكيلاني
Post a Comment