الجنوب اللبناني : توزّع القوى والمواقع
تحقيق : علي عجمي
24 كانون الثاني 1989
منذ حرب حزيران عام 1967 ، دخل الجنوب اللبناني بقوة دائرة الاضواء الامنية والسياسية . ومنذ ذلك الحين ، وعلى مدى 22 سنة ، والجنوب يتأرجح في خضم الضياع والتوتير السياسي والعسكري . ولعل من ابرز الاسباب الدافعة على ذلك ، كثرة القوى السياسية والعسكرية التي تناوبت على رقعته الواسعة ، وتوزعت اجزاءه خلال هذا التناوب .
وهذا التوزع خلق حالة من الشرذمة والتمزق ، ليس في المفهوم الجغرافي فحسب ، وانما في المفهوم السياسي ايضاً ، فالجنوب لم يمتلك طيلة العقدين الماضيين وحدة القرار السياسي على كل ارجائه .
وهذا ما جعله عرضة للتنازع بين جملة القرارات السياسية للأطراف المتباينة التي تعاقبت عليه . وهذا بدوره ابعد الجنوب باستمرار عن دائرة اي حل مفترض .
وسنحاول في هذا التحقيق ان نتفحص الخارطة الامنية والسياسية للجنوب في الوضع الراهن ، مع مقارنة ذلك بما كانت عليه الخارطة عبر السنوات الماضية .
من النظرة الاولى ، يمكن ان نتبين ان الاطراف الذين يتنازعون الجنوب اليوم ، هم انفسهم الذين شغلوا الدائرة الامنية والسياسية في الجنوب منذ مطلع السبعينات ، مع بعض التغييرات المستجدة التي حملت الكثير من علامات التبديل ، ومع تراوح في ميزان القوى العسكرية والسياسية .
فإسرائيل والمنظمات الفلسطينية المختلفة واحزاب الحركة الوطنية اللبنانية كانت هناك ، ولا تزال . وكذلك الميليشيات الحدودية ـ التي تجمعت تحت اسم « جيش لبنان الجنوبي » ـ التي تدعمها وتمولها اسرائيل ، منذ ان اعلنت عن نفسها صراحة بعد اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975 . وكذلك حركة « أمل » التي ولدت عام 1974 وقويت في اواخر السبعينات وفي الثمانينات . وكذلك « حزب الله » الذي لمع في السنة الاخيرة من الاحتلال الاسرائيلي للجنوب ، وقوي في السنوات التي تلت الانسحاب الاسرائيلي من مناطق كثيرة من الجنوب عام 1985 . وكذلك قوات الطوارئ الدولية التي جاءت الى الجنوب عام 1978 ، ولا تزال حيث هي دون ان تستطيع تحقيق ما انتدبت من اجله .
في هذا التحقيق ، سوف نتبع التقسيم الجغرافي للجنوب ، بدءاً بجنوب الجنوب صعداً نحو شماله ، اي نحو مجرى نهر الاولي . وفي ضوء هذا التقسيم الجغرافي ، ننطلق الى التقسيمات السياسية والعسكرية .
أولاً ـ اسرائيل والشريط الحدودي :
ان الاطماع الاسرائيلية في الجنوب ليست خافية على احد . وهي تعود الى ما قبل قيام الدولة العبرية . ففي نهاية القرن الماضي استولت المنظمات اليهودية على منطقة الحولة التي كانت تسمى « جورة الذهب » من قبل المزارعين اللبنانيين لخصوبة اراضيها . كما استولت على بعض القرى الواقعة شمالي فلسطين ، ومع قيام الدولة العبرية عام 1948 بدأت تتضح النوايا العدوانية تجاه الجنوب . وكان ضم القرى الحدودية السبع ، ودخول اسرائيل للأراضي الجنوبية خلال حربها الاولى مع العرب عام 1948 ، من العلامات الاولى لتلك النوايا .
اما التركيز الاسرائيلي على الجنوب وبداية مسلسل الاعتداءات الطويل عليه فقد بدأ منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 . وتصاعد ذلك بعد توقيع اتفاقية القاهرة عام 1969 بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث صار بموجبها للفلسطينيين كيان عسكري وسياسي كامل في مناطق الجنوب ولا سيما في المخيمات المجاورة لصيدا وصور وفي منطقة العرقوب ـ او « فتح لاند » كما سميت آنذاك ـ المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة .
ومع تصاعد القوة العسكرية الفلسطينية وتكثيف عملياتها ضد المستعمرات الاسرائيلية انطلاقاً من الجنوب وازدياد القصف بالصواريخ على تلك المستعمرات ، بات الجنوب هدفاً يومياً للغارات والاعتداءات الاسرائيلية براً وبحراً وجواً .
ومنذ سنة 1967 وحتى اليوم ، تعرض الجنوب لأربع اجتياحات اسرائيلية ، تفاوتت في الحجم والتوجه .
الاجتياح الاول تم في منتصف شهر ايلول من عام 1972 واستمر لمدة يومين ، وصلت خلاله القوات الاسرائيلية الى بلدة قانا ـ قضاء صور . وتم خلاله تفجير 150 منزلاً في 18 قرية جنوبية ، وتدمير جسرين على نهر الليطاني . وقد استخدم الاسرائيليون خلال ذلك ، وللمرة الاولى القنابل الفوسفورية والغازات السامة . واحصي سقوط 18 قتيلاً بين سكان الجنوب لبنانيين وفلسطينيين . والدافع لذلك الاجتياح كان العملية الفدائية الفلسطينية التي نفذت في ميونيخ ( المانيا الغربية ) في الخامس من شهر ايلول عام 1972 ، خلال الالعاب الاولمبية وما لبثت القوات الغازية ان انسحبت من الحدود الدولية .
الاجتياح الثاني تم بتاريخ 14 – 3 – 1978 ، على اثر الهجوم الفلسطيني الشهير على باص اسرائيلي على طريق حيفا ـ تل ابيب بقيادة دلال مغربي . وقد وصلت القوات الاسرائيلية في هذا الاجتياح الى مجرى نهر الليطاني ، باستثناء جيب صغير ضم مدينة صور والمخيمات الفلسطينية المجاورة لها . وكانت الخسائر المدنية اللبنانية والفلسطينية حوالي 1200 قتيل . ونزح عن المنطقة اثناء الاجتياح اكثر من 300 الف مواطن باتجاه صيدا وبيروت . وبعد القرار 425 الذي اصدره مجلس الامن الدولي بتاريخ 19 – 3 – 1978 ، انسحبت اسرائيل جزئياً منم المناطق التي اجتاحتها وانتشرت مكانها وحدات من قوات الطوارئ الدولية التي شكلت لهذا الغرض . وظلت القوات الاسرائيلية داخل الشريط الحدودي ـ او الحزام الامني حسب التسمية الاسرائيلية ـ الذي تسيطر عليه الميليشيات الحدودية .
الاجتياح الثالث ، وهو الاوسع بدأ في 4 حزيران من عام 1982 ، على اثر محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن شلومو ارغوف . وقد امتدت رقعة الاجتياح حتى العاصمة بيروت ، محتلة بذلك الجنوب بأكمله وقسماً من البقاع الغربي والجبل وبيروت . وقد قدر عدد القتلى اللبنانيين والفلسطينيين خلال هذا الاجتياح بحوالي 19 الف قتيل . واستمر الاحتلال الاسرائيلي 3 سنوات ، شهد الجنوب خلالها بزوغ نجم المقاومة الوطنية التي ارغمت قوات الاحتلال الاسرائيلي على الانسحاب .
وقد تم هذا الانسحاب على مراحل من بيروت الغربية والجبل وصيدا والنبطية ومنطقة صور . واخر مرحلة انسحاب نفذت في 29 – 5 – 1985 ، لتستقر القوات الاسرائيلية في الشريط الحدودي الذي تمدد بعض الشيء على ما كان عليه قبل 1982 ، ليشغل منطقة جزين واجزاء من البقاع الغربي وبعض المناطق في اقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون .
الاجتياح الرابع والاخير ، تم في منتصف شهر شباط من عام 1986 ، على اثر اسر جنديين اسرائيليين على يد رجل المقاومة ، بعد عملية في بيت ياحون ( القطاع الاوسط ) . وقد شمل هذا الاجتياح حوالي 20 قرية في جنوب الليطاني ، واستمر ستة ايام . لتعود بعدها القوات الغازية من حيث اتت .
هذا ، ولا تزال القوات الاسرائيلية تتواجد في منطقة الشريط الحدودي الفاصلة بين اسرائيل وسائر الجنوب ، حيث تدير وتساعد وتدعم وتشرف على « جيش لبنان الجنوبي » ، الذي هو عبارة عن تجمع للميليشيات الحدودية . وهذه الميليشيات يعود تاريخ انشائها الى عام 1976 ، حين قادها الرائد حداد وضابط اخر هو سامي الشدياق . وكان مقر قيادتها في ثكنة مرجعيون التابعة للجيش اللبناني .
هذا وتشير بعض المعلومات الى وجود اتصالات بين الاسرائيليين وسعد حداد قبل ذلك بسنوات . وتقول المعلومات ان اول اتصال جرى بين الطرفين عام 1973 اثناء المعارك التي دارت بين الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية في بيروت .
وقد وسعت الميليشيات الحدودية من دائرة سيطرتها ، بمساعدة اسرائيلية ، في الاعوام 1976 و 1977 و 1978 ، بعد معارك عنيفة مع القوات المشتركة التي ضمت احزاب الحركة الوطنية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية وجيش لبنان العربي .
وبعد الانسحاب الاسرائيلي في شهر حزيران من عام 1978 ، ترسخت الرقعة الجغرافية للشريط الحدودي فباتت تغطي المنطقة المتاخمة لفلسطين المحتلة ، من البحر المتوسط غرباً حتى منطقة مرجعيون شرقاً ، بعرض يتراوح بين 5 و 10 كلم . وبلغت مساحة الشريط الحدودي آنذاك حوالي 600 كلم2 .
وفي 18 – 4 – 1979 اعلن الرائد سعد حداد تشكيل « دولة لبنان الحر » في الشريط الحدودي . وباتت الميليشيات الحدودية تعرف باسم جيش لبنان الحر .
ومع اجتياح عام 1982 ، تمددت رقعة دولة لبنان الحر حتى مجرى نهر الاولي شمالاً . ولكن مع كل انسحاب اسرائيلي فيما بعد . كانت رقعة تلك الدولة تتقلص ، حتى عاد الشريط الحدودي ، بعد اخر انسحاب اسرائيلي ، الى ما كان عليه ، مع تغيرات مهمة ، خاصة لجهة ضم مناطق جديدة لم تكن فيه قبل عام 1982 .
ولعل ابرز المناطق التي ضمت الى الشريط الحدودي ، هي منطقة جزين ، امتداداً الى مشارف كفر فالوس ـ وتضم هذه المنطقة مرتفعات استراتيجية تمكن الاسرائيليين والميليشيات من السيطرة العسكرية على كامل الجنوب . وابرز هذه المرتفعات جبل الريحان وتلال سجد وجبل صافي وتلة الرادار .
كما ضمت الى الشريط الحدودي اجزاء من البقاع الغربي ، بما فيها منطقة العرقوب وسهل الخيام ، وصولاً حتى حدود راشيا الفخار . كما استولت الميليشيات الحدودية على بعض المناطق الاستراتيجية التي كانت بحوزة قوات الطوارئ الدولية قبيل اجتياح 1982 . وابرز تلك المناطق ، تلك المنطقة الممتدة من جسر القعقعية ووادي الحجير باتجاه بلدة العديسة المجاورة لمستعمرة المنارة . وتضم هذه المنطقة قرى القنطرة والطيبة وعدشيت القصير ودير سريان . كما تضم تلتين مهمتين هما تلة علمان وتلة الشومرية . وهذ اضطرت قوات الطوارئ الدولية الى اخلاء مواقعها في تلك المنطقة باستثناء موقع رمزي في الطيبة .
كما استولت الميليشيات على عدد من التلال والمواقع التي كانت بحوزة قوات الطوارئ الدولية في القاعين الغربي والاوسط في الجنوب . وابرز هذه التلال : تلة الحقبان وتلة الخزانات المشرفتين على قرى كفرا وياطر ورشاف وصربين ( وقد انسحبت منها عام 1987 بعد مفاوضات بين القوات الدولية والاسرائيليين ) ، وتلة حداثا المشرفة على الطيري وحداثا وحاريص وعيتا الجبل وتبنين ، وتلة برعشيت المشرفة على شقرا وبرعشيت وصفد البطيخ وجميجمة .
وحتى اليوم ، لا تزال القوات الاسرائيلية والميليشيات الحدودية تقيم 17 موقعاً لها في مناطق كانت تقع اصلاً تحت اشراف القوات الدولية . وتتوزع هذه المواقع بين اقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا .
« الجيش الجنوبي »
هذا ، وفي السنة الاولى لاجتياح عام 1982 ، توفي الرائد سعد حداد ، فعينت اسرائيل مكانه اللواء انطوان لحد ، وهو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني ، قائداً للميليشيات الحدودية التي بات اسمها « جيش لبنان الجنوبي » . وقد تعرض اللواء لحد مؤخراً لمحاولة اغتيال في منزله في مرجعيون على يد سهى بشارة .
وتقوم اسرائيل بتمويل جيش لبنان الجنوبي ومده بكامل الاسلحة والاعتدة . كما تقوم بعمليات « انعاش » دائمة لهذا الجيش ، من خلال حملات التطويع التي تطال الشبان في القرى الحدودية . ويتم ارغام الشبان على التطوع ، تحت التهديد بالسجن او النفي ، او عبر الاغراء المالي ، حيث يدفع للجندي في جيش لبنان الجنوبي راتباً يتراوح بين 100 و 200 دولار شهرياً .
كما تقيم القوات الاسرائيلية دورات تدريبية لكل الضباط والجنود في الجيش الجنوبي . وهذه الدورات التي تتم في مستعمرة المطلة يشرف عليها ضباط اسرائيليون ، مدة كل منها شهران . وتهدف تلك الدورات الى امور ثلاثة : الاول جعل الجيش الجنوبي اكثر انضباطية وخضوعاً للأوامر . والثاني جعل افراده اكثر قدرة على استعمال ما يكون بحوزتهم من اسلحة فردية ومتوسطة وثقيلة . اما الامر الثالث ، فهو جعل عناصر الجيش الجنوبي اكثر قدرة على تفادي عنصر المباغتة الذي سيستعمله رجال المقاومة في هجماتهم على مواقع « الجنوب » ، وجعلهم اكثر قدرة على الرد على تلك العمليات ، وبالتالي جعلهم اكثر قدرة على المحافظة على المواقع الاستراتيجية التي يسيطرون عليها .
والجدير ذكره ان عامي 1985 و 1986 شهدا عمليات فرار بالجملة من صفوف الجيش الجنوبي ، بعد سلسلة عمليات على بعض مواقعه واسر عدد من عناصره .
والجيش الجنوبي ، الذي يصل عدد افراده الى 5 الاف عنصر ، يقيم له عشرات المواقع على امتداد منطقة الحزام الامني ، ولا سيما على مناطق التماس بين الشريط الحدودي والمناطق الشمالية والشرقية .
وابرز المواقع التي يقيمها الجيش الجنوبي هي التالية : جسر الحمرا ، راس البياضة ، تلة شمع ، جبل باصيل ، جبل طير حرما ، تلة حداثا ، بيت ياحون ، تلة برعشيت ، طلوسة ، القنطرة ، تلة علمان ، تلة الشومرية ، قلعة الشقيف ، تلة علي الطاهر ، تلة الطرة ، جبل صافي ، تلة سجد ، تلة الرادار ، ظهر الرمل ، تلة روم ، جبل الريحان ، وجبهة كفر فالوس . هذا بالإضافة الى ان عدد كبير من الحواجز ونقاط التفتيش التي يقيمها جيش لحد على مداخل القرى المحتلة وعلى المعابر التي تربط الشريط الحدودي بالمناطق المحررة . كما يسير دوريات منفصلة ومشتركة مع القوات الاسرائيلية على معظم الطرقات الرئيسية في الحزام الامني .
الجدير بالذكر ان دوريات العبور بين الشريط الحدودي والشمال هي : بوابة جسر الحمرا ( على الخط الساحلي بين صور والناقورة ) ، بوابة بيت ياحون ( بين تبنين وبنت جبيل ) ، بوابة حولا ( بين تبنين وحولا ) ، بوابة القنطرة ( بين وادي الحجير والقنطرة ، وهي مغلقة منذ مدة ) ، بوابة الشومرية ( بين جسر القعقعية والطيبة ، وهي مغلقة حالياً ) ، بوابة كفر تبنين ( بين كفر تبنين وجسر الخردلي ، وقد اقفلت على اثر العملية الانتحارية عندها عام 1986 ثم اعيد فتحها العام الماضي ) ، بوابة مزرعة برتي ( بين صيدا ومنطقة جزين ، وهي مقفلة منذ العملية الانتحارية عندها عام 1986 ) ، بوابة كفر فالوس ( بين صيدا وجزين ، وهي مقفلة منذ اشتباكات شرق صيدا ) ، بوابة باتر ( وتربط جزين بمنطقة الشوف ) ، وبوابة زمريا ( بين حاصبيا والبقاع الغربي ) .
واضافة الى البوابات البرية الانفة الذكر ، هناك بوابة بحرية وحيدة بين الشريط الحدودي والخارج ، هي مرفأ الناقورة ، الذي عملت القوت الاسرائيلية على توسيعه وجعله صالحاً لاستقبال البواخر الصغيرة التي تنقل البضائع بين مرفأ جونية ومرفأ الناقورة . ويشرف على هذا المرفأ جيش لبنان الجنوبي بإدارة اسرائيلية .
وعلى صعيد تسليح الجيش الجنوبي ، نذكر ان الالة العسكرية لهذا الجيش كلها من الجيش الاسرائيلي . وتضم دبابات وناقلات جند ومدفعية هاون وقذائف صاروخية واسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة . وفي كل موقع للجنوبي يتواجد عادة 20 عنصراً ومعهم دبابة او ملالة وسيارة جيب عسكرية اضافة الى مدفع هاون ورشاشات ثقيلة واسلحة فردية . وقد تم تزويد « الجنوبي » بدبابات سوفياتية النصع من طراز ( ت ـ 45 ) كانت اسرائيل قد غنمتها من حروبها السابقة مع الغرب .
وعلى اثر العمليات النوعية التي تعرضت لها مواقع الجيش الجنوبي ، تم اقامة انشاءات وتحصينات جديدة حول تلك المواقع ، وسيجت بالأسلاك الشائكة ، وزرعت حولها اجهزة تنصت وانذار مبكر .
القوات الاسرائيلية
اما القوات الاسرائيلية ، وبعد ان كان عدد افرادها حوالي الالف ، بعيد الانسحاب الاخير من منطقة صور عام 1985 ، عاد عددها ليصل في الآونة الاخيرة الى اكثر من ستة الاف جندي وضابط ، معززين بكميات كبيرة من الدبابات الاميركية من طراز « سنتوريون » والدبابات الاسرائيلية من طراز « ميركافا » ، ومدفعية الميدان ومدافع الهاون من كل الاحجام ، اضافة الى الاسلحة الفردية والرشاشة الخفيفة والثقيلة . كما يستخدم الجنود الاسرائيليون في تنقلاتهم داخل الشريط الحدودي ملالات مصفحة من طراز ام ـ 113 ، وناقلات جند نصف مجنزرة وسيارات جيب عسكرية . فيما يستخدم عناصر المخابرات الاسرائيلية في تنقلاتهم سيارات مدنية . كما تستعمل القوات الاسرائيلية عدة طائرات عسكرية مروحية من طراز « كوبرا » في عمليات تمشيط شبه يومية فوق الشريط الحدودي والمناطق المتاخمة له .
اما انتشار القوات الاسرائيلية في الحزام الامني ، فبالإضافة الى التواجد المتقطع في المواقع التي يشغلها الجيش الجنوبي ، يقيم الاسرائيليون عدة مواقع ثابتة ، ذات اهمية استراتيجية . وابرز تلك المواقع موجودة في جسر الحمرا ، رأس البياضة ، الناقورة ، علما الشعب ، رامية ، ميس الجبل ، حولا ، بيت ياحون ، عيناتا ، صف الهوى ، مركبا ، مرجعيون ، سهل الخيام ، الوزاني ، ضيعة العرب ، العرقوب ، قلعة الشقيف ، مشروع الماء في الطيبة ، جسر الخردلي ، تلة علي الطاهر ، الريحاني ، جبل صافي ، تلال سجد ، تلة الرادار ، العيشية ، كفر حونة ، وتلة برعشيت .
كما تشرف القوات الاسرائيلية على نقاط العبور بين الشريط الحدودي واسرائيل . وتلك النقاط ، يسمي الاسرائيليون كلاً منها بالجدار الطيب . وابرز هذه النقاط موجودة في كفر كلا ، ميس الجبل ، علما الشعب وروش هاينفرا ( الناقورة بالإنكليزية ) . وهذه الاخيرة لا يسمح سوى للعسكريين الاسرائيليين وبعض الموظفين المدنيين في قوات الطوارئ الدولية بعبورها . اما نقاط العبور الاخرى فيمر عبرها ، اضافة الى الاسرائيليين ، عدد من العمال اللبنانيين من سكان الشريط الحدودي الذين يتوجهون يومياً للعمل في القرى التعاونية في اصبع الجليل .
تجدر الاشارة الى ان اسرائيل تعمل منذ زمن طويل على تطبيع الحياة في الشريط الحدودي ، بشل يرتبط مصيره ومصالحه بها . فالقوات الاسرائيلية عملت على مد شبكات مياه الشرب في كافة القرى الحدودية ، كما تغرق اسواق الشريط الحدودي بالكثير من السلع والمنتوجات الزراعية والصناعية الاسرائيلية . وفي ظل كامل للدولة اللبنانية ومساعداها ، هناك تخوف كبير من غرق القوى الحدودية وذوبان المنطقة بكاملها في الدوامة الاسرائيلية .
كما هناك تخوف كبير على مصير الشريط الحدودي من الناحية الجغرافية ، حيث تقوم اسرائيل بعمليات قضم وضم واسعة من الاراضي المتاخمة للحدود الدولية . وتؤكد المعلومات ان اسرائيل ضمت خلال السنوات الاربعة الماضية ما يزيد عن 200 كلم2 من اراضي الشريط الحدودي . وقد ربطت القوات الاسرائيلية الاراضي التي ضمتها بأراضيها عبر شق الطرقات ومد شبكات الماء والكهرباء ، واقامت حولها اسلاكاً شائكة جديدة وسيجتها بالألغام واقامت فيها مواقع عسكرية ومراكز مراقبة . واكبر تلك المناطق مساحة ، ذلك المثلث الممتد من كفر كلا حتى ضيعة العرب في سهل الوزاني ، امتداداً حتى الحدود الدولية . ومن المناطق الاخرى التي تعرضت للقضم والضم ، مساحات واسعة من الارض قرب بلدات علما الشعب ، رامية ، ميس الجبل ، عيتا الجبل ، مركبا ، حولا ورميش .
وتبقى ملاحظة اخيرة في هذا الباب ، وهي ان القوات الاسرائيلية لا تزال تستبيح الجنوب براً وبحراً وجواً ، حيث تقوم طائراتها الحربية والمروحية بطلعات يومية في الجنوب منفذة غارات وهمية وغارات حقيقية احياناً فوق المخيمات الفلسطينية ، لا سيما في شرق صيدا . كما يقوم عدد من الزوارق والطرادات البحرية الاسرائيلية بمراقبة الشواطئ الجنوبية من صيدا حتى الناقورة ، فارضة حصاراً بحرياً على الموانئ الجنوبية ولا سيما على ميناءي صيدا وصور ، حيث لا تستطيع اي باخرة الدخول الى المرافئ الجنوبية قبل التعريض للتفتيش الدقيق من قبل البحرية الاسرائيلية .
ثانياً ـ مناطق عمل قوات الطوارئ الدولية
في 19 – 3 – 1978 اجتمع مجلس الامن الدولي للنظر في الاجتياح الاسرائيلي للجنوب ، واصدر قراراً شهيراً حمل الرقم 425 ، يقضي بانسحاب القوات الاسرائيلية حتى الحدود الدولية وتشكيل قوات الطوارئ الدولية التي تنتشر مكان الاسرائيليين وتساعد الدولة اللبنانية على استعادة سيطرتها الشرعية على كل الجنوب وتعمل على حفظ الامن والاستقرار في المنطقة .
لكن هذه القوات الدولية اصطدمت لدى وصولها الى الجنوب بعقبة رئيسية هي اقناع القوات الاسرائيلية بالانسحاب الكامل حتى الحدود الدولية وبقاء تلك القوات الى جانب الميليشيات الحدودية في الشريط الحدودي .
هذا الامر كان ولا يزال العائق الرئيسي في عدم قدرة قوات الطوارئ الدولية على انجاح مهمتها بالكامل .
والخارطة الجغرافية الحالية للقوات الدولية يحدها نهر الليطاني شمالاً والشريط الحدودي شرقاً وجنوباً والبحر المتوسط غرباً . هذا بالإضافة الى منطقة راشيا في قضاء حاصبيا . وقد ظل جيب مدينة صور والمخيمات الفلسطينية المجاورة لها خارج نطاق عمل القوات الدولية .
وقوات الطوارئ الدولية التي زاد عمرها في الجنوب عن عشر سنوات ، تراوح عدد الوحدات التي شاركت فيها بين 9 وحدات و 13 وحدة . فيما تراوح عدد الجنود الدوليين بين 4 الاف و 6500 جندي ، ومن المعروف ان قوات الطوارئ الدولية هي قوات حفظ سلام . وبالتالي ، فليس لديها من الاسلحة سوى الاسلحة الدفاعية الخفيفة والمتوسطة كالرشاشات وبعض الملالات . باستمرار ، لم يكن لدى القوات الدولية اي قدرة قتالية . وبالأحرى فإنها غير مؤهلة للقيام بذلك ، باعتبارها ليست قوات حرب او ردع . وقد يكون هذا هو السبب في انكفائها عن متابعة اداء مهماتها حتى النهاية .
وقوات الطوارئ الدولية قوات موقتة . لذا فقد تم التجديد لها 26 مرة ، وتراوحت مدة التجديد بين شهر و 7 اشهر .
ويشارك حالياً في القوات الدولية تسع وحدات من 9 دول وهي :
ـ ايرلندا ( 664 جندياً ـ مقر قيادتها في تبنين ).
ـ فنلندا ( 511 جنديً ـ مقر قيادتها في برج قلاوية ) .
ـ فرنسا ( 600 جندي ـ مقر قيادتها في الناقورة ) .
ـ النروج ( 650 جندياً ـ مقر قيادتها في ابل السقي ) و ( 207 جنود ـ وحدة لوجستية في الناقورة ) .
ـ غانا ( 580 جندياً ـ مقر قيادتها في معركة ) .
ـ فيجي ( 626 جندياً ـ مقر قيادتها في قانا ) .
ـ نيبال ( 800 جندي ـ مقر قيادتها في الحنية ) .
ـ السويد ( 600 جندي ـ وحدة لوجستية في الناقورة ) و ( 146 جندياًـ وحدة طبية في الناقورة .
اما الوحدات التي شاركت في القوات الدولية ثم انسحبت ، فكانت من الدول التالية : كندا ، ايران ، نيجيريا ، السنغال ، وهولندا .
هذا ، ومنذ وصولها الى الجنوب تعرضت القوات الدولية الى اعتداءات متواصلة ، كما دارت اشتباكات بين بعض وحداتها وبين اطراف مسلحة في المنطقة .
اولاً الاعتداءات جاءتها من القوات الاسرائيلية والميليشيات الحدودية التي قصفتها ومنعتها من التقدم باتجاه الشريط الحدودي .
وكان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 اكبر اعتداء صارخ على القوات الدولية ، باعتبار تم اختراق مناطق عمل هذه القوات ضارباً عرض الحائط بالقرارات والهيبة الدولية .
ومنذ الانسحاب الاسرائيلي الاخير من منطقة صور وحتى اليوم لا تزال مواقع القوات الدولية عرضة للاعتداءات والاستفزازات اليومية من مواقع الجيش الاسرائيلي والجيش الجنوبي ، حيث لا يكاد لا يمر يوم الا وتطلق نيران الاسلحة الرشاشة الثقيلة او قذائف الهاون باتجاه المواقع الدولية القريبة من خط التماس مع الشريط الحدودي .
واكثر الوحدات الدولية عرضة للاعتداءات هي الوحدة الايرلندية والنيبالية والنروجية . والسبب في ذلك ان مواقع هذه الوحدات تحاذي خط التماس مع الحزام الامني .
واكثر المواقع الدولية عرضة للاعتداءات ، مواقع الايرلنديين في بيت ياحون وشقرا وبرعشيت وتبنين والطيري ، ومواقع النيباليين في كفرا وياطر وصربين وصديقين والحنية ، ومواقع النروجيين في ابل السقي وبلاط وكوكبا .
وحسب مصدر في القوات الدولية ، فإنه وحتى شهر ايلول من عام 1978 ، كان موقع جيش لبنان الجنوبي في تلة الحقبان المشرفة على بلدتي كفرا وياطر ، اكثر المواقع توتيراً للوضع الامني في مجمل مناطق عمل اليونيفيل . فقد كان يسجل من الموقع المذكور اكبر نسبة من اطلاق القذائف والطلقات الرشاشة باتجاه المواقع الدولية والقرى المدنية المجاورة .
ونتيجة للاعتداءات المتواصلة من قبل الاسرائيليين والجنوبي ، اضطرت الكتيبة الهولندية على الانسحاب نهائياً من القوات الدولية عام 1986 . وتتوقع مصادر امنية في المنطقة ان يكون الهدف من الاعتداءات المتلاحقة على الكتيبة الايرلندية هو ارغامها على الانسحاب هي الاخرى .
هذا ، وقبيل الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 ، دارت عدة اشتباكات بين وحدات من القوات الدولية وبين عدد من التنظيمات الفلسطينية . والسبب وراء تلك الاشتباكات كان محاولات التنظيمات الفلسطينية اختراق مناطق عمل القوات الدولية واقامة قواعد عسكرية لها هناك . كما حدثت اشتباكات محدودة بين القوات الدولية وبين بعض احزاب الحركة الوطنية .
وعلى اثر الانسحاب الاسرائيلي من منطقة صور في 29 – 4 – 1985 ، تواصلت الاعتداءات على القوات الدولية ولعل اعنفها الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية في شهري تموز واب من عام 1986 ، حين دارت اشتباكات بينها وبين عناصر من حركة أمل . وقد اضطرت الكتيبة الفرنسية الى الانسحاب كلياً الى مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة .
كما تعرضت القوات الدولية لاعتداءات وتحرشات كثيرة من قبل جماعات اصولية متطرفة تنتمي الى « حزب الله » .
وكانت حصيلة الاعتداءات على القوات الدولية ، منذ مجيئها الى الجنوب عام 1978 ، وحتى اليوم حوالي 156 قتيلاً وما يزيد عن الف جريح .
وخلال الاحتلال الاسرائيلي للجنوب بين 1982 و 1985 ـ اضطرت القوات الدولية الى اخلاء عدد كبير من مواقعها للإسرائيليين والجيش الجنوبي . وقد اشرنا الى ذلك سابقاً .
هذا ، وبالإضافة الى مقر قيادتها الذي يقع في الناقورة ، داخل الحزام الامني ، اقامت القوات الدولية ، خارج منطقة عملها ، مركزاً لوجستياً يقع في مدينة صور . وقد اقامت القوات الدولية علاقات ودية ممتازة مع حركة امل . لكنها فشلت في اقامة اي علاقة تذكر مع حزب الله والاصوليين . بل ان هؤلاء اتخذوا من القوات الدولية موقفاً عدائياً صارماً ، متهمين الدوليين بأنهم يقيمون حواجز وعوائق في وجه رجال المقاومة . وكانت ذروة الموقف العدائي ، في اختطاف رئيس فريق مراقبي الهدنة الدولية الكولونيل وليم هيغنز عام 1987 .
وتقيم القوات الدولية عدداً كبيراً من المواقع ونقاط التفتيش ومراكز المراقبة في مناطق عملها . وابرزها : جسر الحمرا ، مجدل زون ، الجية ، تقاطع كفرا ، ياطر ، تقاطع رشاف ـ صربين ، تبنين ، حاريص ، بيت ياحون ، برعشيت ، تقاطع تولين ـ تبريخا ، الغندورية ، جسر القعقعية ، بلاط ، وابل السقي . ومعظمها يقع في مواجهة مواقع الاسرائيليين والجنوبي .
وقد تعاقب على القوات الدولية اربعة جنرالات شغلوا منصب القائد العام للقوات الدولية وهم : الجنرال ايمانويل ارسكين ( غانا ) ، الجنرال وليم كالاهان ( ايرلندا ) ، الجنرال غوستاف هوغلاند ( فنلندا ) ، والجنرال لارس اريك والفرن ( السويد ) .
كما تعاقب ثلاثة موظفين على منصب الناطق الرسمي باسم القوات الدولية . اما الثالث فقد استمر في منصبه من مطلع عام 1979 وحتى اليوم ، وهو تيمور غوكسيل ( تركيا ) .
وتجدر الاشارة اخيراً ، الى ان التداخل بين مناطق عمل القوات الدولية والتواجد السياسي والعسكري لحركة أمل ـ وحزب الله سابقاً ـ احدث الكثير من الارباكات للقوات الدولية ، وقد وصل الى حد التصادم احياناً ، ولكن امكن تحاشيها .
ثالثاً ـ مناطق سيطرة حركة أمل ... وحزب الله باستثناء منطقة الحزام الامني التي يسيطر عليها الاسرائيليون والجيش الجنوبي ، ومنطقة صيدا وشرقيها حيث توجد التنظيمات الفلسطينية واحزاب الحركة الوطنية والجماعات الاصولية ، يكاد يكون الجنوب بأسره تحت سيطرة حركة أمل ، بما فيها مناطق عمل القوات الدولية .
اما حزب الله ، فان مناطق نفوذه ، لا تزال من الناحية العملاتية ضمن مناطق سيطرة حركة أمل .
وهذه المنطقة ، حدودها الجغرافية : من الشمال مدينة صيدا ومخيما عين الحلوة والمية ومية وقرى شرق صيدا ، ومن الغرب البحر المتوسط ، ومن الجنوب والشرق منطقة الحزام الامني .
« أمل »
وقبل الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 ، كانت تقع هذه المنطقة تحت سيطرة المنظمات الفلسطينية واحزاب الحركة الوطنية ، باستثناء بعض القرى التي كانت تعتبر معاقل لحركة أمل آنذاك . ثم انتقلت المنطقة لتقع تحت الاحتلال الاسرائيلي حتى الاشهر الاولى من عام 1985 . ومنذ الانسحاب الاسرائيلي الاخير ، انتقلت المنطقة الى قبضة حركة « أمل » .
ومن الوجهة التاريخية ، فالحركة التي تأسست عام 1974 ، لم يصبح لها نفوذ فعلي في الجنوب الا خلال الاحتلال الاسرائيلي ، حيث نهضت المقاومة الوطنية ونشطت الانتفاضات الشعبية في عدد كبير من القرى بتحريض واشراف كوادر حركة « أمل » ، ولا سيما في قرى معركة وبرج رحال وبدياس وطورا وغيرها .
وفي الفترة ما بين 1978 و 1982 ، دارت اشتباكات دامية بين حركة « أمل » من جهة والتنظيمات الفلسطينية واحزاب الحركة الوطنية من جهة ثانية . وابرز تلك الاشتباكات دارت سنتي 1980 و 1981 في عدد من قرى منطقة صور ( دير قانون النهر ، معركة ، حناوية ، بدياس ، برج رحال ) وعدد من قرى منطقة الزهراني ( عدلون ، السكسكية ، الصرفند ، انصار ) . وفي القرى الانفة الذكر ، قوي نفوذ حركة « أمل » حتى باتت تعتبر تلك القرى مغلقة « أمل » من دون سواها .
وخلال الفترة نفسها ، جرت بعض الصدامات المحدودة بين عناصر من حركة « أمل » وجنود من قوات الطوارئ الدولية . وآنذاك ، لمع اسم داود داود كضابط ارتباط بين حركة أمل من جهة وبين قوات الطوارئ الدولية والمنظمات الفلسطينية والاحزاب اليسارية من جهة ثانية .
وخلال الاحتلال الاسرائيلي ، برز احد كوادر حركة « أمل » هو محمد سعد ( من بلدة معركة ) كقائد للمقاومة في الجنوب . وبتحريك منه ، وقفت قرى عدة في الجنوب في وجه قوات الاحتلال ، لتبرز كرموز للصمود والمقاومة . وابرز تلك القرى ، معركة ، برج رحال ، بدياس ، العباسية ، يانوح ، طورا ، دير قانون النهر ، وطير دبا . ومن الملفت للنظر انه خلال الفترة ذاتها ، كان عدد من المقاومين من اعضاء الاحزاب اليسارية ، يقاتلون الاحتلال تحت امرة محمد سعد .
والنجاح الكبير الذي حققته المقاومة بإرغام قوات الاحتلال الاسرائيلي على الانسحاب ، هو الذي حول حركة « أمل » حق الاشراف على المناطق التي انسحب الاسرائيليون منها .
ونشير هنا ، الى ان النكسة الكبيرة الاولى التي منيت بها حركة « أمل » منذ تغييب قائدها الامام موسى الصدر ، جاءت مع مقتل قائد المقاومة محمد سعد وعدد من رفاقه ، حين فجر الاسرائيليون حسينية بلدة معركة بتاريخ 4 – 3 – 1985 ، اي قبل الانسحاب الاخير من منطقة صور بأقل من ثلاثة اشهر . واعتبر ان الحدث بمثابة الاعلان المباشر عن اختراق المقاومة وتفسيخها وتقسيمها .
وفور الانسحاب الاسرائيلي الاخير من منطقة صور ، اعلنت حركة « أمل » ان الامن في الجنوب من حقها دون سواها . وهذا الاعلان ادى الى حدوث اشكالات عديدة وصدامات دامية بين « أمل » من جهة وبين التنظيمات الفلسطينية والاحزاب الوطنية والاسلامية من جهة ثانية .
ففي الاشهر الستة الاولى التي تلت الانسحاب الاسرائيلي ، تمكنت « أمل » من الامساك بزمام الامن في الجنوب بيد من حديد . ومنعت اي نشاط عسكري او سياسي لسائر الاطراف الاخرى في الجنوب ، بل ان الاطراف المشاركة في المقاومة ، اتهمت الحركة بمنعها من تنفيذ عمليات ضد الاسرائيليين والجيش الجنوبي ، وانها تقوم بدور الحارس لأمن اسرائيل .
ولعل ابرز المتصلبين في قيادة حركة « أمل » في الجنوب ، لجهة التعاطي مع الوضع الامني والسياسي في الجنوب ، ولجهة منع العمل المسلح لسائر الاطراف الاخرى ، كان المسؤول السياسي في الجنوب آنذاك داود داود .
وخلال عامي 1986 و 1987 ، تعرضت حركة « أمل » لجملة اهتزازات على صعيد الجنوب خاصة ولبنان عامة . وهذه الاهتزازات نجمت عن سلسلة من الاحداث الامنية والسياسية ومنها :
أ ـ حرب المخيمات : ففي ظل حرب المخيمات التي دارت بين حركة « أمل » والمخيمات الفلسطينية في بيروت الغربية ، كانت الاجواء في الجنوب تزداد تأزماً لجهة العلاقة بين الجنوبيين وابناء المخيمات الفلسطينية . وتلك الاجواء كانت مقدمة للاشتباكات الدامية التي دارت بين الحركة والمنظمات الفلسطينية في مخيم الرشيدية الواقع على بعد 3 كلم جنوبي مدينة صور . وقد اندلعت تلك الاشتباكات في مطلع شهر تشرين الاول من عام 1986 ، واستمرت اربعة اشهر كاملة . وكان طبيعياً ان تتمدد الاشتباكات الى منطقة صيدا ، حيث اندلعت حرب ضارية بين مواقع « أمل » في مغدوشة والغازية وزغدرايا وقرى في شق صيدا ، وبين المواقع الفلسطينية في عين الحلوة والمية ومية وتلة سيروب وجبل الحليب . وقد تمكن الفلسطينيون من احتلال مواقع للحركة في مغدوشة وزغدرايا وجنسنايا والقرية وعين الدلب . ولعل اعنف المعارك بين الطرفين ، تلك التي دارت في بلدة مغدوشة ، وادت الى تدمير جزء كبير من البلدة . وكانت البلدة خلالها تنتقل مواقعها من طرف الى اخر . هذا ، وبعد سقوط عدد كبير من القتلة ، بلع حسب احصاءات حركة « أمل » والمنظمات الفلسطينية 600 قتيل فلسطيني وحوالي مئة قتيل من « أمل » . بعد ذلك انحسرت حرب المخيمات في الجنوب ، على اثر جهود متواصلة بذلتها المبادرتان السورية والايرانية لحل القضية . وقد فكت حركة « أمل » حصارها جزئياً عن مخيم الرشيدية ، فيما انسحب الفلسطينيون من مغدوشة لتعود الحركة اليها . لكن طريق مغدوشة الرئيسية ظلت مقفلة ، وظلت اجواء العلاقات بين أمل ومنظمة التحرير الفلسطينية غير مستقرة ، الى ان كان الاتفاق الذي وقع بين « أمل » و « حركة فتح » ( جماعة عرفات ) في نهاية السنة الماضية ، هذا الاتفاق الذي حسم حرب المخيمات نهائياً وحدد العلاقة المستقبلية بين « أمل » والفلسطينيين في الجنوب .
ب ـ عمليات الاغتيال والابعاد : فقد شهدت مناطق جنوبية لا سيما في قرى اقضية صور والزهراني والنبطية بعض عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من الحزبيين ، ولا سيما الشيوعيين منهم . واكثر عمليات الاغتيال جرت اثناء الحرب التي دارت بين حركة « أمل » من جهة والحزب الشيوعي والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة ثانية . ومع عمليات الاغتيال تلك ، نزح عن الجنوب غالبية الشيوعيين باتجاه مدينة صيدا . وقد اتهم الحزب الشيوعي آنذاك حركة « أمل » بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والابعاد والاعتقال . ونظم حملة تحريضية ضد « أمل » تحت شعار « لجنة المبعدين عن الجنوب » و « لجنة الدفاع عن الحريات في الجنوب .. وبغض النظر عن اعلان حركة « أمل » المستمر انها بريئة من كل ما جرى ، فان القضية اربكتها واحرقتها امام الرأي العام خارج الجنوب .
ج ـ الازمة التنظيمية في الحركة : فقد شهدت « أمل » في الجنوب سلسلة تطورات دراماتيكية خلال فترة قصيرة . فقد اعلن داود داود آنذاك استقالته من منصبه كمسؤول سياسي للحركة في الجنوب . ثم قام رئيس الهيئة التنفيذية السابق للحركة حسن هاشم بانتفاضة مسلحة استمرت يومين ، ثم انحسرت ثم صدرت قرارات تنظيمية عن القيادة المركزية في بيروت . قضت بطرد حسن هاشم من الحركة وحل قيادة اقليم الجنوب . وصدرت قرارات تنظيمية اخرى قضت بتعيين قيادة جديدة للجنوب استبعد عنها داود داود . وظلت الازمة التنظيمية الداخلية للحركة تراوح مكانها عدة اشهر . وجاء حلها بخطوة ذكية من رئيس الحركة الوزير نبيه بري ، حيث قام بزيارة ، اعتبرت مفاجئة آنذاك ، لداود في منزله في بلدة بدياس ـ قضاء صور ، واقام في منزله اسبوعاً كاملاً ، وذلك اثناء فترة الاحتفال بذكرى تغييب الامام موسى الصدر في اخر شهر اب 1987 . وعلى الاثر ، تم تعيين داود في المنصب الثاني في قيادة الحركة أي رئيس الهيئة التنفيذية . كما عين محمود فقيه ـ وكان الخصم الرئيسي لدود قبل تلك الفترة ـ مسؤولاً للمكتب التنظيمي المركزي للحركة . ومن طرائف الامور ان الرجلين قتلا معاً في عملية الاغتيال التي تعرضا لها في 22 – 9 – 1987 .
د ـ الاشتباكات مع القوات الدولية . فقد شهد شهرا تموز واب من عام 1986 اشتباكات عنيفة بين عناصر من حركة « أمل » وبين الكتيبة الفرنسية العاملة في القوات الدولية ، على اثر مقتل احد مسؤولي الحركة وهو حيدر خليل مع مرافق له على حاجز فرنسي عند مدخل بلدة العباسية ـ قضاء صور . وقد توسعت دائرة الاعتداء على القوات الفرنسية ، بحيث لم يسلم موقع لهم في منطقة انتشارهم دون ان يتعرض لهجوم . وقد اسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف « أمل » والكتيبة الفرنسية . وقد اكدت قيادة الحركة في الجنوب تبرؤها من الاعتداء على الفرنسيين واتهمت عناصر مدسوسة في المنطقة بالقيام بذلك من اجل تشويش الوضع الامني المستتب .
ان جملة الاحداث والاهتزازات الانفة الذكر ، اجت الى احداث ثغرات عدة في القبضة القوية التي كانت « أمل » تمسك بها الوضع في الجنوب . وقد تمكن « حزب الله » من استغلال ذلك والنفاذ الى الجنوب وتقوية مراكزه ، وبشكل خاص خلال سنة 1987 .
تجدر الاشارة هنا الى ان اسم « حزب الله » بدأ يسمع خلال السنة الاخيرة للاحتلال الاسرائيلي . الا ان قوته الفعلية في الجنوب بدأت تظهر منذ ان سمحت حركة « أمل » لعناصره المسلحة ( المقاومة الاسلامية ) بالدخول بأعداد كبيرة الى الجنوب اثناء الاجتياح الاسرائيلي المصغر في شهر شباط من عام 1986 .
ومنذ ذلك الحين ، و « حزب الله » ينشط سياسياً ودينياً وثقافياً وعسكرياً ( عبر المقاومة الاسلامية ) ، من اجل تركيز وتوسيع دائرة نفوذه . بحيث تمكن الحزب من السيطرة على اكثر من قرية تقع ضمن منطقة نفوذ « أمل » ، وابرز تلك القرى : جبشيت ، دير قانون النهر، صديقين ، عيتيت ، وباتوليه .
وقد تمكن « حزب الله » من اختراق حركة « أمل » ، على صعيد العناصر والقيادة . بل انه تمكن ، بدعم ايراني ، من استمالة « المقاومة المؤمنة » التي كانت تبع « أمل » وابرز قياديي « أمل » الذي استمالهم « حزب الله » ، وتمردوا على قيادة الوزير بري ، هم : مسؤول الامن المركزي ابو علي مصطفى الديراني ( وهو مسؤول المقاومة المؤمنة ) ، والمسؤول التنظيمي لمركزي السيد علي الحسيني والمسؤول الثقافي المركزي الشيخ اديب حيدر وغيرهم . وقد عمدت قيادة الحركة الى طردهم بعد حرب الضاحية الاولى .
وخلال سنة 1987 ، جرت عدة اشكالات امنية بين « أمل » و « حزب الله » . لكنها اشكالات ظلت محدودة ، في ظل التزام « حزب الله » الصمت حيال مسألة حفظ الامن في الجنوب . اما فتيل الحرب الطويلة بين التنظيمين الشيعيين ، فقد كان اختطاف رئيس فريق مراقبين الهدنة الدولية الكولونيل وليم هيغنر مطلع سنة 1988 . فقد اتهمت « أمل » جزب الله باختطافه ، وشنت حملة تفتيش واسعة بحثاً عنه في كل الجنوب ، اعتقلت خلالها عدداً كبيراً من عناصر « حزب الله » . ورد الحزب بحملة اعلامية واسعة ، متهمة الحركة بالسعي للقضاء على الحالة الاسلامية والمقاومة الاسلامية في الجنوب . ثم دارت المعارك الاولى بين « أمل » و « حزب الله » في الجنوب او لا سيما في النبطية والغازية . وانتهت تلك المعارك التي استمرت اياماً معدودة ، بانتصار ساحق للحركة وبإبعاد « حزب الله » كلياً عن الجنوب . ولم يبق للحزب من تواجد في منطقة ضيقة لا تزيد مساحتها عن 2 كلم2 ، في منطقة اقليم التفاح ، حيث تقيم المقاومة
الاسلامية لها قواعد في جبل صافي واللويزة ومليتا وعين بوسوار وجباع .
وكان من البديهي والمتوقع ان يرد « حزب الله » على هزيمته في الجنوب . فكانت الحرب الاولى في الضاحية خلال شهر رمضان الماضي ، والتي اسفرت عن سيطرة الحزب على معظم الضاحية ، باستثناء منطقة الشياح التي لا تزال الورقة الاخيرة بيد « أمل » .
وعلى رغم الخطة الامنية السورية التي دخلت بموجبها قوات سورية الى الضاحية ، فان المعارك بين التنظيمين الشيعيين لم تتوقف . بل انها اصبحت كالبركان المتنقل ، فتارة تشتعل في الضاحية ، ثم تنتقل الى بيروت الغربية ، ثم تعود الى الضاحية مجدداً .
ولعل الحدث الابرز ، والذي عقد الامور كثيراً ، وجعل امكانية التوصل الى حل جذري للمشكلة بين « أمل » و « حزب الله » ، تمثل في اغتيال داود داود ومحمود فقيه وحسن سبيتي في 22 – 9 – 1988 ، على اوتوستراد الاوزاعي لدى عودتهم الى الجنوب . حركة « أمل » اتهمت « حزب الله » بتنفيذ الاغتيال ، وطالبت بتسليم الفاعلين قبل البحث بأي مصالحة مع الحزب . ورد « حزب الله » بنفي التهمة ، وباتهام حركة « أمل » باغتيال عدد من عناصرها في بيروت الغربية وبمحاولة اغتيال عدد من قادتها بسيارة مفخخة في البقاع .
اقليم التفاح
ثم جاءت حرب اقليم التفاح في مطلع السنة الحالية ـ لتصب مزيداً من الزيت على نار الخلاف الشيعي ـ الشيعي . ففي اليوم الاول تمكن « حزب الله » من التمدد واحتلال ست قرى في الاقليم . وشنت « أمل » هجوماً مضاداً استعادت فيه خمساً منها . ولا تزال بلدة جباع بيد « حزب الله » اضافة الى مواقعه الاساسية في عين بوسوار ، وجبل صافي واللويزة ومليتا . ومع المجازر التي ارتكبت خلال هذه الحرب الاخيرة ، ومع اكثر من ثمانين قتيلاً من الطرفين ومن المدنيين ، لا تزال القضية معلقة .
تجدر الاشارة هنا ، الى ان المقاومة الاسلامية اثبتت عن قوتها من خلال سلسلة من العمليات النوعية والانتحارية نفذتها ضد الجنوبي خلال عامي 1987 و 1988 ، ولا سيما في مناطق بئر كلاب وتلال سجد وتلة الحقبان وتلة برعشيت وتلة علي الطاهر وتلة علمان وتلة الشومرية وتلة الرادار وكفر كلا .
وبشهادة الجميع ، فان « حزب الله » يعتبر اكثر انضباطاً وولاء وتدريباً وتنظيماً من حركة « أمل » ، وهو يلجأ الى اسلوب التعبئة الدينية والاعلامية الصارمة لرص الصفوف .
وقد قامت حركة « أمل » خلال حرب اقليم التفاح بحملة مداهمات واعتقالات طالبت عدداً كبيراً من عناصر « حزب الله » في الجنوب ، كما تمكن من العثور على الكثير من مخابئ الاسلحة التابعة للحزب في اكثر من قرية في الجنوب ، ولا سيما في معروب وطير دبا .
تجدر الاشارة الى ان « حزب الله » تمكن من استمالة غالبية رجال الدين الشيعة الى صفوفه . بل ان غالبية قيدته من رجال الدين ، وابرزهم الشيخ صبحي الطفيلي والسيد حسن نصر الله والسيد عباس الموسوي والسيد محمد حسين فضل الله الذي يعتبر بنظر الجميع المرشد الروحي لـ « حزب الله » رغم نفيه الدائم لذلك .
اما على صعيد البنية العسكرية لحركة « أمل » في الجنوب ، فقد باشرت « أمل » منذ اكثر من سنة على تشكيل جيش نظامي يتوقع ان يصل عدد افراده الى 15 الف مقاتل . وقد اقامت الحركة دورات تدريب مكثفة وخرجت حتى الان ما يزيد عن 6 الاف مقاتل . ويقود الجيش النظامي للحركة في الجنوب ابو جمال ( حسين جعفر ) من بلدة البيسارية ـ قضاء الزهراني .
اما على صعيد المقاومة ، وبعد انحياز قيادة المقاومة المؤمنة الى جانب المقاومة الاسلامية ، فقد عمدت الحركة الى تنفيذ عملياتها ضد الاسرائيليين والجيش والجنوبي تحت اسم « افواج المقاومة اللبنانية ـ أمل » . وليس هناك عدد محدد لعناصر المقاومة ، وان كانت بعض المصادر تشير الى ان عددها يصل الى حدود الالفين .
والاسلحة التي بحوزة حركة « أمل » في الجنوب تنحصر في الاسلحة الفردية والقذائف الصاروخية وعدد محدود من مدافع الهاون والاسلحة الرشاشة والثقيلة . وقد تم استقدام عدد من الدبابات ومدفعية الميدان في الآونة الاخيرة ، واستخدمت في حرب الاقليم .
رابعاً ـ المخيمات الفلسطينية
اشرنا سابقاً الى ان المنظمات الفلسطينية كانت قبل اجتياح عام 1982 تسيطر على كافة مناطق الجنوب ، باستثناء الشريط الحدودي ، عسكرياً وسياسياً .
ولكن الاجتياح الاسرائيلي ادى الى انهيار البنية العسكرية لتلك المنظمات ، مما جعلها تفقد سيطرتها على الجنوب .
ولم يعد للفلسطينيين من وجود في الجنوب ، سوى في عدد من المخيمات المجاورة لصور وصيدا . وفيما يلي لائحة بهذه المخيمات :
* في جنوب الليطاني :
1 ـ مخيم الرشيدية : ويقطنه 25 الف فلسطيني .
2 ـ مخيم برج الشمالي : ويقطنه 13 الف فلسطيني .
3 ـ مخيم البص : وفيه 8 الاف فلسطيني .
4 ـ مخيم جل البحر : وفيه 3 الاف فلسطيني .
5 ـ مخيم الشبريحا : وفيه 5 الاف فلسطيني .
6 ـ مخيم البرغلية : وفيه 7 الاف فلسطيني .
7 ـ مخيم القاسمية : وفيه 10 الاف فلسطيني .
* في قضاء الزهراني :
1 ـ مخيم الواسطة : وفيه 4 الاف فلسطيني .
2 ـ مخيم جميجم : وفيه الف فلسطيني .. وقد تم احراقه كلياً خلال حرب المخيمات في الجنوب .
3 ـ مخيم ابو الاسود : وفيه الف فلسطيني .
4 ـ مخيم عدلون : وفيه الف فلسطيني .
* في منطقة صيدا :
1 ـ مخيم عين الحلوة : وفيه 40 الف فلسطيني . ويعتبر المخيم الفلسطيني الاكبر الجنوب ، بل وفي لبنان .
2 ـ مخيم المية ومية : وفيه 15 الف فلسطيني .
الى ذلك فان المئات من العائلات الفلسطينية ، خاصة من ابناء نكبة 1948 تعيش في غالبية القرى الجنوبية ، وقد حدثت مصاهرات وزيجات بينها وبين سكان تلك القرى .
وبعد الانسحاب الاسرائيلي الاخير من الجنوب عام 1985 ، تقوم المنظمات الفلسطينية بإعادة بناء قوتها العسكرية ، ولا سيما في مخيمي عين الحلوة والمية ومية ومخيم الرشيدية ؟ وقد تمكن الكثير من المقاتلين الفلسطينيين الذين غادروا بيروت عام 1982 ، من العودة بحراً او عبر الجبل الى منطقة صيدا ، ومنها الى الرشيدية . ويبلغ عدد المقاتلين الفلسطينيين حالياً في الجنوب اكثر من 6 الاف مقاتل ، غالبهم في مخيمات صيدا .
إرسال تعليق